ترسيخ ثقافة التسامح ونشرها بين أفراد المجتمع المقيمين على أرض الدولة لابد أن لا يتعارض مع احترام الحريات العامة والأديان، وبما لا يتعارض مع الركائز الأخلاقية الأساسية للمجتمع، وبما لا يتعارض أيضا مع ثوابت ومقومات العادات والتقاليد العربية والإسلامية الراسخة في المجتمع الإماراتي التي تكرس التسامح وتعلي من قيمة التسامح، خصوصا أن احترام النظام العام والآداب العامة واجب على جميع سكان الدولة ولا علاقة لذلك بالجنسية أو الديانة. احترام الناس وعاداتهم أمر حضاري خصوصا أننا «خير أمة أخرجت للناس»، كوننا «أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،» كما قال القرآن الكريم عن هذه الأمة، وأيضا لأننا كنا في يوم من الأيام أمة تعلم الناس احترام الحضارات، ولا أريد أن أكون متشائمة لأقول إن الزمن يتطور ونحن نتأخر! غير أن القوانين، حتى وإن وجدت لتخرق غير أنه لابد من سنها وتطبيقها فيما يتعلق باحترام الثقافات والحريات العامة خصوصا في غياب التحضر والذوق العام، وهذا ما فعلته بعض الجهات التي تحرص على مراجعتها بالملابس المحتشمة كما في المحاكم مثلا أو بعض مراكز التسوق في دبي التي وضعت لافتات إرشادية وتعليمات واضحة وصريحة عن الملابس أو الأفعال التي يجب تجنبها أو القيام بها والضوابط التي يجب الالتزام بها عند زيارتها أو التسوق بها، ولا شيء في ذلك فأنت تضع لوائح لثقف الناس وتعلمهم بالمسموح والممنوع وهذا ما تفعله كثير من الدول بما فيها دول غربية متحررة وليبرالية فترى اللوائح والإرشادات للجمهور والسياح في المطارات وفي الأماكن العامة، ولا أحد يغضب من الأنظمة أو التشريعات فمن لا يرضيه سيجد مكانا مناسبا بلا شك لممارسة شذوذه بعيدا عن الجمهور. غير أن سن القوانين لا يكفي فلابد من مراقبة تطبيقها والالتزام بها، فمثلا بعد منع التدخين في المولات، التزم المدخنون لفترة زمنية معينة لكنهم ما لبثوا أن عادوا إلى خرق القوانين لأنه ليس هناك عقوبات رادعة مثل ذلك أيضا أن ترى نساء شبه عاريات يتجولن في المولات بلا حياء أو خجل ولا أحد يردعهن ولا يكلمهن بحجة الحفاظ على الحرية الشخصية، بالرغم أن ذلك لا يمكن أن يكون مثالا على العصرية أو الموضة فاحترام الناس في عاداتهم وتقاليدهم ودينهم أمر واجب ومطلوب على الصغير والكبير، أما المجنون فليس عليه حرج، لا في الدنيا ولا في الآخرة. وتستغرب أن تكون أولئك النسوة من العربيات اللاتي يعتقدن أن ذلك تحضر ولا يفرقن بين لباس البحر واللباس العادي. bewaice@gmail.com