المسرحيات القصيرة
تجربة رائدة للمسرح أن يبدأ نشاطه وموسمه المسرحي بهذه النماذج الجميلة من الأعمال المسرحية، وقد حققت نجاحات لافتة في الأعوام الماضية مما جعلها واحدة من التجارب المهمة التي تقدمها الدائرة الثقافية بالشارقة. إنها الخطوة الهامة في التنشيط المسرحي، وهي محفز كبير لبداية الموسم المسرحي بقوّة وفعالية وأمل في الحصول على أعمال مسرحية قوية عندما تبدأ أيام الشارقة المسرحية، وأيضاً هي بوابة العبور للكثير من المسرحيين الشباب الذين سوف يقدمون أنفسهم في هذه التجارب، خاصة أنهم نالوا الكثير من التدريب والتحفيز عبر الدورات التي تم تنفيذها خلال فترات الصيف والتي تنوعت في مجالاتها واهتماماتها وأشرف عليها أساتذة لديهم الخبرة والدراية بالمسرح وأدواته ومفاهيمه. وربما هذه العروض المسرحية واستهلال النشاط بها هي فكرة مهمة في إعداد العناصر المسرحية بدءاً من الممثل إلى إدارة المسرح والإخراج والنص والديكور والإضاءة والأعمال الفنية المصاحبة الأخرى.
إن التجارب الماضية في هذا المجال أعطت ثمارها، ونال المسرح في الإمارات الكثير من الفوائد وأرفد نشاطه بعناصر جديدة شابة ظهرت في العروض الأخيرة، بالإضافة إلى اتساع مساحة العروض وازدياد العناصر الجماهيرية التي تتابع المسرح، سواء بالحضور في أوقات عروض المسرحيات القصيرة أو عروض المسرح المدرسي أو أيام الشارقة المسرحية وهو المهرجان المسرحي الكبير صاحب الحضور الكبير أيضاً.
لقد أكدت هذه الاهتمامات بعروض المسرحيات القصيرة أنها الرافد الحقيقي والمهم للمهرجان المسرحي الذي يختم به المسرح نشاطه السنوي. مثل هذه التجارب والعروض تحقق الهدف من صعود المسرح واستمراره في الإنتاج والعطاء، الثبات والاستمرار في وضع برمجة دائمة على مستوى الدورات التخصصية والمتوالية والدائمة باعتبارها الطريق الصحيح لخلق عناصر جديدة واستمرار تدفق الشباب الجدد إلى المسرح وكذلك الالتزام باستمرارها في مواعيدها السنوية.
هذه الرؤية الواعية التي تشتغل على بناء المسرح والتي تقدمها الدائرة الثقافية بالشارقة، هي البنية الأساسية لخدمة النشاط المسرحي ولتدريب العناصر الجديدة وضمها إلى المسرح بعد أن يتم صقلها وتدريبها وتعليمها أصول العمل المسرحي، وأيضاً فهم المسرح ودوره في الحياة وما يجب أن يقدمه هذا الفن للمجتمع عبر فنان يعرف دوره وعمله والطريق الذي يجب أن يسير عليه حتى يحقق ذاته كفنان مبدع وأن يعرف دور الفن في خدمة الناس والمجتمع.
اليوم مع بدء النشاط المسرحي عبر المسرحيات القصيرة نتأمل أن تقدم أعمال جديدة مهمة، وأيا تكن النتيجة فإن دورة عجلة المسرح الآن هي بشارة بعمل ثقافي فني ومسرحي لا بد أن يخرج منه ما يفيد المسرح والممثل والمعني بالعمل المسرحي، بل إن الحوارات والأنشطة التبادلية بين أصحاب العروض وقراءة التجارب هي وحدها فائدة كبيرة لنا جميعاً نحو بناء مسرح إماراتي يتقدم إلى الأمام في ظل هذه الرعاية والاهتمام الكبير من قبل المعنيين بالمسرح والمتابعين لتطوره والذين يقدمون كل جهدهم في إيجاد مسرح حديث ورفده بالتجارب الجديدة، وتقديم الدعم الكبير له عبر هذه الأنشطة والتجارب النوعية والتي تحرص الدائرة الثقافية على تقديمها لأهل المسرح كل عام.
الآن يفتح المسرح أبوابه ونوافذه للأحباب والأصحاب ويدعو المحبين له أن يستقبلوا الشتاء بدفء المسرح وعروضه الجديدة.