«الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدر الثراء» عبارة شاملة جامعة، وردت في الرسالة التاريخية التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للأخوة في الإنسانية من كل بلدان العالم في ختام لقاء الأخوة الإنسانية الذي اختتم في درة المدائن، عاصمتنا الحبيبة أبوظبي عاصمة التسامح والإنسانية.
عبارة، أوجزت رؤية قيادتنا الرشيدة في تبني التسامح كأسلوب حياة ومنهاج عمل، فبالتسامح وحسن التعايش واحترام الآخر والاختلاف يؤسس استقرار المجتمعات ويتحقق بناء الحضارات وتنمية الشعوب وازدهار الأمم.
في الرسالة التاريخية استدعاء للتاريخ «مستودع الدروس والعبر» لأنه «يخبرنا بأن التعصب والكراهية والحقد بين أصحاب الأديان والمذاهب والطوائف، كان سبباً لأكثر المآسي التي عاشتها البشرية ألماً ودموية وراح ضحيتها ملايين الأبرياء». وتذكير بأن الله خلقنا متنوعين لكي نكمل بعضنا بعضاً ونتعارف ونتعاون من أجل الخير والسلام والنماء لنا جميعاً». هي رسالة الإمارات للعالم، وهي تكرس «التسامح بدلاً من الكراهية، والتعايش بدلاً من الصراع، والوسطية بدلاً من التعصب والغلو، والانفتاح بدلاً من الانغلاق، والحوار بدلاً من الخلاف».
حملت الرسالة التاريخية دعوة«لكل إنسان مخلص وتتناقلها الأجيال للعمل الصادق والجاد على نشر قيم التسامح والمحبة والأخوة والحوار وإعلاء كرامة الإنسان، من أجل تحقيق حياة أفضل لكل بني البشر».
خلال اليومين الماضيين، كنا أمام محطات تاريخية مضيئة، لا يقدر على هندسة تفاصيلها سوى قائد بجرأة وشجاعة محمد بن زايد، ومن طراز الرجال الذي لا يلتفتون للخفافيش، ونعني بتلك المحطات احتضان أبوظبي «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية» بمشاركة أكثر من خمسمئة قائد ديني وروحي من مختلف دول العالم، وما صحبه من توقيع على وثيقة«الأخوة الإنسانية»، وكذلك المحطة الأبرز في الزيارة البابوية التاريخية بإقامة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية قداساً تاريخياً، الأول من نوعه والأضخم في منطقة الخليج والجزيرة العربية بمشاركة أكثر من 180 ألف شخص وفدوا من مختلف مناطق الدولة وخارجها في مشهد مهيب، حمل بصمة نجاح وتميز الإمارات وقدراتها المتفردة في التنظيم والتعامل مع الحشود والفعاليات الضخمة، وقد كان محل انبهار وإشادة الضيوف والزوار، وهو يعبر عن الروح السمحاء التي ينبض بها مجتمع الإمارات حفظها الله منارة نور وضياء تشع محبة وتسامحاً وتثمر خيراً وعطاء للجميع.