حلوة التكنولوجيا والاختراعات الجديدة التي تقدمها، فهي تزيد من ترابط الناس وتلاحمهم وتقربهم من بعضهم البعض، حتى من دون أن يشعروا بذلك، ولعل أكثر وسيلة للتواصل حالياً هي وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبح لها حضور طاغ في حياة معظم الناس اليومية. في البداية بزغ الفيسبوك وتبعه التويتر، واليوم نعيش في ظل عصر الأنستجرام، وهو من البرامج التي لاقت إقبالاً هائلاً من مختلف الناس لدرجة أنه لا يخلو هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي من وجوده. والأنستجرام مثله مثل بقية البرامج، هناك من يعرف كيف يستفيد منه، وهناك من لا يعرف، من الإيجابيات التي نراها أن بعض الأفراد، وخاصة من الشباب المواطنين، عرفوا كيف يستغلونه بالشكل الصحيح بتحويله إلى وسيلة فعالة للترويج عن منتجاتهم ومشاريعهم، ومن خلاله أصبحت مشاريعهم معروفة ولها زبائن. في المقابل هناك من لا يعرف كيف يستفيد منه، وتجد مشاركاته تقتصر على تصوير الطعام الذي يأكله والمطاعم التي يزورها، ولا تخرج مشاركاته في العادة عن هذا الإطار الذي يدور في فلك موائد الطعام. وسط ذلك، هناك من يحاول استغلال هذه المواقعات بصورة تضر الآخرين، خاصة وأنه من خلال هذه المواقع أصبح بإمكان كل شخص اليوم أن يختار الشخصية التي يريدها، سواء كان محامياً أو طبيباً أو مهندساً، وهو بالتأكيد ليس بحاجة إلى شهادة ولا يحتاج إلى ترخيص، كل المطلوب أن يضع لقبا قبل الاسم وبعدها يقول ما يقول. وليس هناك من يتأكد من صفته هل هو بالفعل طبيب أو مهندس أو غيرها من التخصصات. أقول ذلك من واقع ملاحظة أن هناك صفاً طويلاً من الذين يحاولون الاستفادة من هذه المواقع للترويج لأنفسهم واستغلال الآخرين، ولعل الأطباء أبرز مثال على ذلك، حيث تعج هذه المواقع بالأطباء والذين بدورهم يكيلون النصائح الطبية للمتابعين ويروجون للأدوية وللعلاجات من خلال وضع صورها وتعظيم النتائج التي تقوم بها، والله وحده أعلم هل هم بالفعل أطباء أم أنهم مدعون! ربما وجودهم في حد ذاته لا يشكل مشكلة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في وجود من يستمع لهم، ويقبل على نفسه بأن يكون حقلاً لتطبيق نصائحهم، من دون حتى أن يزعج نفسه بالتساؤل عن صدقيتهم. عموماً الثقة في الآخرين «زينة» لكن الثقة العمياء مدمرة وتعتبر وبالاً على صاحبها، خاصة عندما يتعامل مع أشخاص هلاميين لا يعرفهم ولم يسبق له التعامل معهم، وهؤلاء الأشخاص يروجون لأفكار ومنتجات تمس صحتهم مباشرة، هذه الفئة عليها أن تتذكر على الدوام أن ليس كل ما يلمع على الإنترنت ذهباً. salshamsi@alittihad.ae