في البداية انتهز هذه الأيام السعيدة، وأقول لكم: كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله صيامكم وقيامكم إن شاء الله، وأن تتحقق كل الأماني، وأن يعود علينا العيد وعلى الأمة العربية والإسلامية وهي بأفضل حال. بعد التهنئة، لفت نظري خبر قرأته قبل أيام أود أن أشارككم فيه، ويتعلق بقيام سلطات الرقابة في بريطانيا بمنع بث إعلان تلفزيوني بعد أن ثبت أنه يقدم معلومات مضللة وغير حقيقية للمستهلكين. الإعلان يخص شركة هاتف معروفة طرحت منتجاً جديداً وأرفقته بحملة تسويقية وإعلانيه تدعي فيه أن هاتفها يعتبر أقوى هاتف يطرح في العالم. وبالطبع الحملة كان هدفها الترويج وزيادة المبيعات، شأنها في ذلك شأن معظم الحملات الإعلانية من حولنا ولو كان ذلك على حساب الصدقية والنزاهة، وإلصاق صفة غير موجودة في الهاتف والذي ثبت أنه ليس أقوى هاتف كما تدعي الشركة، لذلك أجبرت على وقف إعلانها، واكتسبت سمعة سيئة. ما أوقفني في الخبر ليس منع إعلان الهاتف، ولكن وجود سلطة رقابية على الإعلانات تملك القدرة على منع المضلل منها، وتفضح كذب الشركات التي تبالغ كثيراً في تعظيم صورة منتجاتها وتزيينها بأي شكل كان من أجل أن تغري المستهلك وتجره إلى شباكها. كم نتمنى أن توجد لدينا مثل هذه الجهة الرقابية تقوم بحماية المستهلك من الخداع الإعلاني الذي يتعرض له وتضع ضوابط للمواد الإعلانية بألا يصبح الباب مفتوحاً، لكل شركة تقول ما تريد في إعلانتها من دون حسيب ولا رقيب ومن دون أن تكون المعلومات الواردة في الإعلانات حقيقية، والأمثلة من حولنا كثيرة. قبل فترة طرح بنك حملة إعلانية عبر الصحف يقدم فيها قروضاً على السيارات بأرباح مخفضة، وكل من سأل البنك عن العرض، وحاول الاستفادة منه عرف الحقيقة بأن الأرقام المذكورة في الإعلان بعيدة كل البعد عن أرض الواقع وأن الحقيقة مرة وليست بحلاوة الإعلان. شركة اتصالات تطرح عرضاً غير محدود لاستخدام الإنترنت لكل من يرغب في الاشتراك، لكن عندما تسأل عن التفاصيل تعرف أن العرض غير محدود ولا هم يحزنون، وأن هناك سقف أعلى، وتفسيرهم لقصة غير المحدود أن معظم المستخدمين لا يصلون للحد الأعلى المسموح به! شركة طيران تعرض أسعار لوجهات بأسعار لاتصدق في إعلاناتها وعندما يحاول المستهلك الشراء يكتشف أن الضريبة الموضوعة تفوق قيمة العرض بمرتين، وبالطبع هذه الملاحظة غير موجودة في الإعلان. وهناك الكثير غيرها من هذه النوعية من الإعلانات التي تبرع في التضليل، والتي تزدهر من حولنا لأنها لم تجد من يمنعها ويكبحها من الظهور كما حصل لأقوى هاتف في العالم. salshamsi@admedia.ae