بعض النتائج لا تتحقق بالصدفة، كتلك الثلاثية التي هز بها العين عرش الترجي أمس الأول، وحطم كبرياءه، وأطفأ قناديل فرحته بلقب دوري أبطال أفريقيا التي كانت لا زالت تشع بعد.
مثل هذه الانتصارات كاشفة وموحية، وتمثل عناوين وتعكس قوى.. من يريد أن يعرف ماذا أو كيف، فليطالع نوايا الترجي قبل المباراة، وكيف كان يراها أقرب للنزهة، حتى لو قالوا هذا الكلام المنمق عن احترام الخصم وأن العين فريق كبير.. هو فعلاً كبير وكبير جداً، لكن كان عليه أن يثبت ذلك واقعاً أمام ند لا يستهان به، أقصى الأهلي المصري منذ أيام وأزاحه من طريقه واعتلى عرش أفريقيا.
العين ليس صدفة، وليس مجرد رقم في مسيرة الأندية الآسيوية الأعلى كعباً على الأفريقية بفارق كبير.. الزعيم لم يفز على الترجي في جولته الثانية بكأس العالم للأندية، بفعل التاريخ، ولا بضربة حظ، ولا بدعاء الداعين .. لقد فاز بإمتاع وإشباع وأكد علو كعبه، وأنه بطل وليس مجرد وصيف.. العين طالما حضر فهو كبير.. العين توليفة خاصة ومذاق خاص، لا يدركه جيداً إلا أبناء أمته، الذين يعرفون سره الدفين، وكنزه الثمين.
روعة العين أمس الأول، لم تكن فقط في ثلاثية محمد أحمد الذي بات صاحب أسرع هدف في تاريخ البطولة بعصرها الحديث، وحسين الشحات الذي أصبح أول مصري يسجل في كأس العالم لناد غير الأهلي، وبندر الأحبابي، وليست في عبقرية الكرواتي زوران ماميتش الذي قاد العين لفوز عريض ومبهج.. الروعة أيضاً لا يمكن اختزالها في جمهور الزعيم المرابط على الوفاء.. الروعة كلها في العين ذاته الذي يشكل يوماً بعد يوم، ملامح دولة كروية باتت لها حدودها وشعبها وتاريخها.. الروعة في أن تأتي في الكرة بالمعقول وغير المعقول.. أن تعود حين تصبح العودة واجبة وتبدو كالمستحيل كما حدث أمام ويلنجتون، ثم أن تقرر في الأصعب أن تحسمها سريعاً وألا تترك مجالاً للعودة أو أية احتمالات أخرى.. مباراة العين مع الترجي كانت عبقرية، فقد فعل فيها ما هو أكثر من الفوز.. لقد أعلن عن نفسه لمن لا يعرفونه جيداً.
العين ليس صدفة.. هذا الموج الهادر وتلك الوجوه التي تستحق الفرحة وهؤلاء النجوم الذين رسموا أبهى اللوحات وهذا المدرب المغزول مع حلمه كلوحة من عصر «الأمنيات» وتلك المدينة التي تغفو كل ليلة وقد احتضنت كل ذلك وهؤلاء.. العين أكبر من ناد، ومواجهته مع ريفر بليت وإن ظلت محفوفة بالخطر، إلا أن شيئاً لن ينال من العين.. هو في القلب والعين.

كلمة أخيرة:
بعض النتائج تفيق معها على حقائق كنت تظنها قد مضت.