يكفي أن تطأ قدما أي زائر أجنبي أحد مطارات الدولة، حتى يكتشف أنه في بلد مختلف تماماً عما سبق له أن زار، بلد مختلف تماماً عن تلك البلدان التي يشاهدها على شاشات التلفزيون وعبر نشرات الأخبار، وفي عالم كلما تقدم في العلوم كلما أزداد أنانية ووحشية، نحن مختلفون تماماً، فهذا الوطن الذي بناه زايد وسار على نهجه خليفة، أساسه التسامح والتعايش بين مختلف الأعراق والأديان والحضارات، أهلاً بكم في كوكب الإمارات.
جاء توجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2019 عاماً للتسامح متزامناً مع بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الدولة هذه الأيام، والجماهير تتوافد من مختلف البلدان، جاؤوا لمؤازرة فرقهم وللاستمتاع بأفضل الأندية ونجوم كرة القدم في العالم، وليشهدوا بأم أعينهم على المعاني والقيم التي يتمتع بها جميع من يمشي على تراب هذه الأرض.
كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم وعلى الرغم من سخونة أجواء المنافسة في ملاعبها، إلا أنها وسيلة فعالة ومثالية، لمحاربة الظواهر السلبية التي تغزو عالمنا هذه الأيام، من تطرف وعنصرية وكراهية وإقصاء للآخرين، ومن الجميل أن تستضيف الإمارات العديد من الفعاليات الرياضية ويتم استغلال هذه الأحداث من أجل تصدير رسالة السلام والتسامح.
هذه الأحداث الرياضية التي تستضيفها الدولة، مثل كأس العالم للأندية، وبعد فترة قصيرة سينطلق كأس أمم آسيا، في مختلف مدن وملاعب الدولة، وكذلك الأولمبياد الخاص، ولن تتوقف الإمارات عن استضافة مثل هذه الفعاليات، نظراً للفائدة العظمى منها، وهي تقدم صورة حقيقية لدولة معطاءة وشعب كريم وأيادٍ بيضاء، ونموذج مثالي لكل دول العالم في التعايش والوحدة ونبذ الكراهية.
بالأمس بعدما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن توجيهات رئيس الدولة بإعلان عام 2019 عاماً التسامح، كان الترحيب من قبل كل فعاليات وشرائح المجتمع، وبدأ الجميع يعد العدة والتجهيزات حتى تكتمل جمالية الصورة، وحتى يكون العام القادم عاماً جديداً تقدم فيه الدولة لبقية دول العالم دروساً ونماذج صالحة للاستنساخ، ولن تكون الرياضة في معزل عن بقية القطاعات، وستكون الوسيلة الأكثر وصولاً إلى قلوب الناس، ومع كل حدث رياضي يقام على أرض الدولة ستصل الرسالة التي تريد قيادة هذا البلد توجيهها للعالم بشكل واضح، من أجل عالم أجمل تقبلوا الاختلافات وانبذوا الخلافات وانشروا قيم التسامح.