لعلها المرة الأولى التي يشارك فيها ريال مدريد، في مونديال الأندية، وهو مثقل بالهموم «متخم» بالمشاكل، وكأن رحيل «الدون» كريستيانو رونالدو كان بمثابة حقبة جديدة، لا علاقة لها بسنوات المجد على يد «الأسطورة» زين الدين زيدان مدرباً، ورونالدو نجماً هيمن على الكرة الذهبية لسنوات عدة.
ولا أتوقع أن تكون مهمة الريال في «مونديال أبوظبي» بنفس سهولة المهمة في البطولتين الماضيتين، لأن «الملكي» يعاني الأمرين في الفترة الحالية، فالموقف في «الليجا» يؤشر إلى صعوبة الفوز باللقب المحلي، حيث يقبع في المركز الرابع خلف البارسا وأتليتكو مدريد وإشبيلية، بعد أن مني خلال 15 جولة بخمس هزائم وتعادلين، من بينها الخسارة بخماسية أمام غريمه البرشلوني، وذلك قبل لقاء «الجولة 16» مساء أمس أمام رايو فاليكانو، وعلى الصعيد الأوروبي، تأهل الريال لدور ثمن النهائي، ولكنه أنهى مهمته في دور المجموعات بفضيحة مدوية، إذ خسر في سانتياجو برنابيو بثلاثية نظيفة أمام سيسكا موسكو الذي جمع 7 نقاط فقط من بينها ست نقاط من الريال، حيث حقق إنجازاً غير مسبوق، بالفوز على الريال، ذهاباً وإياباً.
كما أن الأجواء بين اللاعبين ليست على ما يرام، وما جرى خلال مباراة سيسكا موسكو يؤكد ذلك، وما حدث من إيسكو يعكس حجم الضغوط التي يعاني منها الفريق، والتي تجسدها الأحداث الساخنة في المدرجات، حيث الهتاف ضد اللاعبين الذين خذلوا جماهيرهم في ملعبهم الذي نادراً ما شهد السقوط بثلاثية في دوري الأبطال، ولكن ما كان مُستبعداً في الماضي أصبح متاحاً هذا الموسم، محلياً وأوروبياً.
وعن موقف الطاقم الفني حدث ولا حرج، فبعد رحيل زين الدين زيدان، جاء جولين لوبيتيجي الذي ضحى بقيادة المنتخب قبل ساعات من مونديال «روسيا 2018»، اعتقاداً بأن الدخول في جنة الريال يستحق كل التضحية، حتى لو كانت على حساب منتخب كان أحد المرشحين للقب المونديالي، ودفع لوبيتيجي فاتورة حساباته الخاطئة، فلا طال «بلح» المونديال ولا «عنب» الريال، وغادر قلعة الملكي بعد أن ساءت نتائجه، ليتولى الأرجنتيني سولاري المهمة، وسط حالة من عدم الارتياح لدى الأوساط المدريدية.
وسيكون «مونديال أبوظبي» اختباراً حقيقياً لحامل اللقب، فهل تهدي أبوظبي اللقب المونديالي الثالث على التوالي للفريق المدريدي، أم أن حالة الريال من شأنها أن تثير أطماع ريفر بليت الأرجنتيني منافسه القادم من أميركا الجنوبية، بعد تجاوز غريمه التقليدي بوكا جونيورز، ويدرك الريفر أن المهمة هذه المرة قد تكون أسهل مما واجهه أمام البارسا في نهائي 2015 عندما خسر بثلاثية نظيفة في يوكوهاما.
×××
فوز «الملك المصري» محمد صلاح بجائزة BBC كأحسن لاعب في أفريقيا للعام الثاني على التوالي، بمثابة بدء موسم الحصاد للنجم الذي لا يعرف سوى لغة النجاح، ويكفي أنه تمرد على الإصابة اللعينة التي تعرض لها في نهائي دوري الأبطال، واستعاد كل عنفوانه، وخلال أسبوع واحد، وضع ليفربول على صدارة جدول «البريمييرليج»، ثم سجل هدفاً رائعاً في مرمى نابولي الإيطالي فقاد الليفر لدور الـ16 لدوري الأبطال، ولن تكتمل فرحة «أبو مكة» إلا بلقب مع ليفربول.