لا يمكن أبداً أن يكون الطريق إلى الحلم عادياً، والأمر منوط بك في كل الأحوال.. نعم هناك فوارق، لكن ماذا لو أن تلك الفوارق ليست موجودة.. الترجي بطل أفريقيا، والعين كان يوماً بطل آسيا، وكان قاب قوسين أو أدنى مرات من ذات اللقب.. الفريق التونسي يريد أبعد نقطة في كأس العالم للأندية، وأنت أيضاً تريدها.. لديه نجوم، ولديك نجوم أغلى ممن لديه.. أنت على أرضك وبين جنودك وأحبابك.. إذن ما المانع أن تفوز.. المعادلة الحقيقية أن يخشاك أكثر.. أن تصبح الأعلى كعباً.. أن يصبح ما خلاف الفوز هو غير المقبول.. أنت العين.. الزعيم.. أنت من لديك «أمة» تحرك الصخر، وستفعل ذلك الليلة.
أتساءل: هل من المنطقي أن أدعو جماهير العين لتكون خلف فريقها وحلمها؟.. ولم لا.. نفعلها مع المنتخب وسنفعلها دوماً، ليس لأننا لا نثق في الجماهير ولا في وعيها ووطنيتها، ولكن لأننا بحاجة إلى أن نذكر بعضنا دوماً بأننا أقوى ونحن معاً.. نفعلها لأن الأحلام تحتاج إلى من يحرسها، لأنها لنا في النهاية.. هم يلعبون لأجلنا وتلك المدرجات تطل علينا أكثر مما تطل على اللاعبين.. هي التي ننثر الفرحة في دروبها ونتدثر فيها بالدفء والأمنيات.
لن نتذرع فقط بالتاريخ الذي يميل لمصلحة الأندية الآسيوية في مواجهة الأفارقة، في 12 مباراة كانت السيادة فيها لممثلي «القارة الصفراء»، لكننا نتذرع بما لدينا.. بفريقنا الكبير حتى وإن كان يشارك في البطولة باعتباره المستضيف.. العين في غنى حتى عن التاريخ لأنه قادر على أن يصنعه.
في مونديال الأندية باليابان عام 2011، شارك الترجي كحاله اليوم من الدور الثاني، ووقتها خسر أمام فريق آسيوي أقل كثيراً من العين، واحتل الترجي في تلك البطولة المركز السادس، بعد أن خسر من مونتيري المكسيكي، واليوم هو عازم على المضي خطوة للأمام، لكن المسافة بينه وبين الخطوة التي يريدها هي ذات المسافة التي تفصل العين أيضاً، وفي الملعب فقط وبإرادة اللاعبين وحدهم ستتحدد هوية الفائز الصاعد لمواجهة ريفر بليت بطل أميركا الجنوبية، وليمضي صوب ما يستطيع نحو الحلم الكبير.
ليس بإمكان أحد التقليل من إمكانيات الترجي، التي لا يمكن قياسها أبداً بحصوله على البطولة الأفريقية الأخيرة من الأهلي المصري، فالأخير ليس في حالته من زمن، ولا يجب أن يعنينا مستوى الترجي وقدرات لاعبيه.. ما يعنينا أنفسنا وقدراتنا، والعين أهل لها، وأهل لما هو أبعد من الترجي.. المهم أن يؤمن بذلك وبأن الطريق إلى الأحلام يحتاج إلى مقاتلين لا يهابون السير فوق «الألغام».
كلمة أخيرة:
أمنياتك هي ذاتها أمنيات غيرك.. كيف تقنعها أنك الأحق