في المرة السابقة سلمت الجرة، ولم تعاقبنا كرة القدم على ما قصرنا فيه، وعدنا في مشهد مهيب كان حديث العالم، وتم تدوينه في سجلات مونديال الأندية، كحدث غير مسبوق، ومباراة ستظل في الذاكرة لأشهر عدة في تاريخ المونديال، نعم قصرنا في البداية، ولكن تداركنا الموقف في الوقت المناسب، تأهل العين جاء من رحم المعاناة، وهو ما يضاعف من قيمته، وبعد أن كان الوداع المبكر قاب قوسين أو أدنى، نعود اليوم في موعد نريده أجمل، ونتمناه أقوى.
المواجهة العربية في ربع نهائي المونديال، وعين الإمارات وزعيمها في مواجهة ترجي تونسي وفخرها، هو لقاء منعطف طرق واختبار وجهة، بين أن تذهب إلى الحدث الأهم في المسابقة وتواصل المشوار حتى اليوم الأخير، وتكون في الواجهة وتخوض إحدى مباراتين هما الأهم في هذه البطولة، أو أن تكتفي بمقعد في الصفوف الخلفية، وتقنع بأن تبقى ضمن الكواليس.
اليوم لا مجال أمام العين إلا الذهاب إلى الأمام، ونسيان ما حدث في المباراة الأولى باستثناء الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون والجهاز الفني، فهذه الأخطاء يجب أن تتحول إلى دروس وتظل باقية في الأذهان لضمان عدم حدوثها مجدداً، وشخصية «الزعيم» التي ظهرت في الشوط الثاني من المباراة الأولى، يجب أن تكون حاضرة على الدوام، وأن تتجلى هذا المساء مع مراعاة أن المنافس سيكون أكثر شراسة وتمرساً من ولينجتون النيوزيلندي.
أما الجماهير التي قدمت درساً مهماً خلال المباراة الماضية، ولم تفقد الأمل ولم يتسرب اليأس إليها رغم تأخر الفريق بثلاثة أهداف كاملة، وظلت تؤازر وتهتف وتشحذ من همم اللاعبين حتى تحققت العودة التاريخية، فهي الأخرى مطالبة بتفعيل جهودها بصورة مضاعفة، خصوصاً أن المنافس من المتوقع أن يحظى بتشجيع جماهير تونسية غفيرة، وستكون مباراة أخرى في المدرجات قد تنعكس آثارها بشكل مباشر في نفوس اللاعبين على أرض الملعب.
في هذه البطولة كل مباراة هي الأهم والأقوى حتى تنتهي أحداثها، وكل دور يمثل مونديالاً بحد ذاته، والذهاب بعيداً هو المؤشر الحقيقي لمقدار النجاح الذي يتحقق، وهذا الحلم الذي طال انتظاره أكثر من 15 عاماً بالنسبة لجماهير العين، ها هو اليوم يتحقق ولا يريدون توديعه أو التفريط به، والمهمة صعبة والمنافس قوي، ولكنه العين أيضاً، ممثل الإمارات ولديه ما يكفي من الشخصية والسمعة والشهرة لمواجهة أي فريق.

رسالة إلى لاعبي العين:
هي مباراة الإمارات والعين والجماهير، هي مفترق طرق واختبار بين صعود أو انحسار، ووداع أو استمرار، أنت الذي تختار، لك القرار.