يواصل «الزعيم» العيناوي مغامرته المونديالية الليلة، بلقاء فريق الترجي بطل أفريقيا الملقب بفريق «الدم والذهب»، في لقاء عربي خالص يبحث عن بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي للقاء ريفر بليت الأرجنتيني بطل أميركا الجنوبية.
ولا شك أن المباراة لا تخلو من صعوبة للفريق العيناوي الذي انتزع التأهل إلى الدور الثاني بشق الأنفس بعد «ريمونتادا» رائعة، أمام فريق تقدم عليه بثلاثية نظيفة، قبل أن يتدارك العين الموقف ويبرز «شخصية الزعيم»، ويتمرد على أخطائه، ويرد الصاع صاعين لفريق ولينجتون النيوزيلندي، ويبعده عن البطولة بركلات الترجيح.
والمهمة الليلة تختلف شكلاً ومضموناً، ففريق الترجي لديه من الخبرات ما يكفي لمواجهة تقلبات المواجهة المرتقبة، فهو بطل القارة السمراء ثلاث مرات، كما أنه يضم معظم عناصر «نسور قرطاج»، والأهم أنه سيحاول جاهداً تعويض ما فاته في مونديال الأندية 2011 باليابان، عندما خسر من السد بطل آسيا، واكتفى بالمركز الخامس في مشاركة للنسيان.
ولابد للفريق العيناوي أن يكون في أفضل حالاته البدنية والفنية والنفسية، مع تعويض النجم محمد عبدالرحمن الغائب بالبطاقة الحمراء أمام ولينجتون، مع إيجاد حلول لمشاكل المنظومة الدفاعية التي كانت وراء استقبال الشباك العيناوية ثمانية أهداف في آخر مباراتين.
وعموماً فإن الفريقين أشبه بـ «كتاب مفتوح»، فكل منهما يعرف نقاط القوة والضعف لدى الفريق الآخر، ما يضع المباراة فوق صفيح ساخن حتى صافرة النهاية.
وطالما أن الحديث يتعلق بمباراة عربية خالصة، فإن مشهد الليلة يعيد إلى الأذهان ذكرى أول مواجهة عربية في تاريخ مونديال الأندية، عندما تقابل النصر السعودي مع الرجاء البيضاوي، في النسخة الأولى بالبرازيل عام 2000، وحقق الرجاء أفضل إنجاز عربي بالتأهل إلى نهائي نسخة 2013، وفاز الأهلي المصري والسد بالمركز الثالث، بينما نالت أربعة فرق عربية المركز الرابع عبر تاريخ البطولة «النجم الساحلي والأهلي واتحاد جدة والجزيرة».
×××
لا أعتقد أن مهمة كاشيما إنتلرز الياباني بطل آسيا ستكون صعبة، وهو يواجه جوادالاخارا المكسيكي بطل الكونكاكاف، فالفريق الياباني سبق له أن تأهل إلى نهائي 2016، عندما خسر أمام ريال مدريد بأربعة أهداف لهدفين، ولديه من النجوم القادرين على ترجيح كفته، مثلما حدث طوال مشوار الفريق في دوري أبطال آسيا، والمشكلة الوحيدة التي يمكن أن تواجه الفريق نفسية بحتة، بعد أن تجاهل مورياسو مدرب منتخب اليابان اختيار أي من لاعبي الفريق ضمن قائمة منتخب اليابان المشاركة في بطولة الأمم الآسيوية بدولة الإمارات، ولا يزال الكثيرون يتساءلون عن الأسباب المنطقية التي كانت وراء عدم اختيار اللاعب يوما سوزوكي الذي «صال وجال» في دوري الأبطال الآسيوي، فقاد فريقه للقب، ونال هو شخصياً لقب أفضل لاعب بالبطولة، والحديث نفسه عن المدافع القوي جين شوجي، أحد أفضل المدافعين في آسيا حالياً، وكذلك النجم كينتو ميساو مايسترو الوسط، وربما كانت احترافية فريق كاشيما إنتلرز أحد الأسلحة التي يمكن أن يواجهوا بها الظلم الذي تعرض له نجوم أفضل فريق ياباني، وربما فجر ذلك الظلم روح التحدي لدى هؤلاء اللاعبين ليثبتوا عملياً، ومن خلال التألق في مونديال الأندية، أنهم الأحق بتمثيل كرة بلادهم في «المونديال الآسيوي».