في الماضي كانت منطقتا حتا وشوكة اللتان تقعان بعيداً عن مدن الإمارات التي تحدها الجبال من كل الاتجاهات، والمزارع تنتشر في المساحات بين هذه الجبال وبعض السهول. كانت الحياة هناك جميلة وهادئة، والذي يميز هاتين المنطقتين وجود المياه التي تتجمع في سدود صغيرة وبرك ماء، تظل محتفظة بهذه المياه فترات طويلة، وتزداد اتساعاً كلما جاءت مواسم المطر والشتاء الذي يحضر بسحبه ورعوده والغيث الغزير.
وفي الصيف، هي الأماكن المحببة والمفضلة عند سكان الساحل، خاصة في الأزمنة القديمة عندما كان الحر والرطوبة أكبر طارد للناس في الإمارات الساحلية. حتا وشوكة، لم تبخل في العطاء في تلك الأزمنة حتى دارت الحياة وتغير كل شيء، وأصبحت مدن الإمارات هي جنة الحياة صيفاً وشتاء بحكم التطور والتقدم ووفرة الحياة المتنوعة، خاصة عندما نالها التقدم والعمران، وتوافرت الكهرباء والمياه التي لا تنقطع أبداً، عندها هجر الناس الذهاب إلى تلك المناطق الجميلة، خاصة في فصل الصيف، حيث الحرارة الشديدة، ولكن كل ذلك تغير بعد حين، ونهضت المناطق الداخلية وعمرت، وعادت لها مكانتها الرائعة الجميلة، في أنها هي المحطات الرائعة، والمكان الهادئ والبديع، خاصة في فصل الشتاء، عادت المياه والوديان والجبال تزهو بالجديد، وأصبحت تلك السدود بعد تطويرها شيئاً رائعاً وجميلاً، ومكاناً يطل على الحياة الجديدة في الإمارات برونق مختلف ومظهر جميل.
هذا التطور الذي نال المناطق الداخلية امتد أيضاً إلى المناطق الشرقية والقرى والمدن الصغيرة وسط الجبال، حيث تحولت الحياة هناك إلى مناظر أخاذة وبديعة، بعد مشاريع السدود والطرق والأنفاق وسط الجبال.
وعندما نتأمل مثلاً سد حتا وجبالها وروعة هذه المنطقة نجد أن تغيراً كبيراً يحصل الآن في المناطق الداخلية للإمارات، وتقدم للناس والزوار بأنها أماكن بديعة رائعة وهادئة، يمكن أن تكون جهة جذب وزيارة ورحلات كثيرة وأنشطة سياحية جديدة في الإمارات، تلك السدود القديمة التي صنعتها الطبيعة تغيرت كثيراً، بعد أن أضيفت إليها إبداعات جديدة وجميلة.
مناطق كثيرة في الإمارات مرشحة أن تتطور كثيراً وتتغير، وأن تكون مناطق سيادية بديعة بامتياز، خاصة المناطق الجبلية، تماماً كما يحصل الآن في جبل جيس، وغيرها من مناطق دولة الإمارات، عاماً بعد عام يصعد هذا البلد نحو الجمال والإبداع.