بتوجيه ورؤية أشف من نثة المطر، أصبحت المرأة عند ذروة الوعي، في مصب النهر، على قمة الشجرة، لها سحابة الوطن، تمد النث والحث والبث، لتمضي في الحياة طائراً بأجنحة الفرح، لتبدو في الوطن حلماً بسندس البريق، واستبرق التألق، تبدو في الوجود نخلة العطاء.
المرأة ستدخل المجلس الوطني، مؤزرة بدعم القيادة الرشيدة، ووعي المجتمع بدورها الريادي في صناعة المستقبل، وغرس الأمنيات الجليلة في الضمير الوطني، فلا وطن من دون أنامل تخيط قماشة الأمل، وتلون وجه الحياة بالسعادة، وتلبي تطلعات أبنائها نحو غد يشرق بالتطور، ويشع بنور اللاتي يجعلن من التفاني لغة للحوار، ومن التضحيات سجلاً لبناء مجد الوطن وعزته وكرامته.
المرأة عندما تكون في موقعها الذي تستحقه، تكون في الوجود نهراً يجود بجود، ويتجلى بعطاء يثري وجيب الوطن، ويرفع من هامة الأفكار المستنيرة، ويمنح الحياة رونقها وتألقها ولباقتها وأناقتها ورشاقتها، وسطرها المكتوب على جبين الزمن.
المرأة عندما تكون في المكان الصحيح، وفي الزمان الصحيح، تكون في المكان لمعة، وفي الزمان شمعة، تكون في التاريخ ومضة الكلمات المحفورة في وجدان التاريخ، تكون لحظة الميلاد لفجر وفخر ونثر وشعر وفكر ودهر وخبر وجذر، تكون الأكثر من الأقل، تكون الأكمل من الجزء، تكون وتكون، ونكون معاً في القارب الكبير مجاديف سفر نحو مسارات ومدارات وخيارات، وبحارنا هي تلك القارات الخمس، التي صرنا نجوبها بجواز سفر، بحجم العالم، وسعة وعي العالم بمكانة الإمارات في القلوب والأذهان.
المرأة في موقعها الصحيح، نقطة في آخر الجملة الفعلية، كي تفعل ما يفعله الإنسان الإيجابي، وتعمل لأجل وطن أَعْشَب الحياة في وجدانه، لأنه مني بقيادة تسبق الآخر باستثنائية الأداء، وفرادة الوفاء، وحلم يتوسع وعياً، بأهمية أن تكون المرأة في قلب المشهد، أن تكون في المسافة ما بين النبضة والنبضة، أن تكون المرأة كوننا المنقوش بالنجوم اللآلِي، وأقمار السهر على أمننا وطمأنينتنا، وجمال وعينا، وجلال مسيرتنا.
المرأة هنا في صلب الموقف، وهي شفة البوح، ولغة السرد الوطني المأمول، المرأة هنا هي سكنات القلب الوطني، ورفرفات العقل الراجح، في بلوغ الأسئلة المفتوحة على الفضاء الرحب، المرأة هي خصوبة الفكرة المجللة بحب الوطن.