تتعامل الدول المسؤولة مع ما يتعلق بأمن وسلامة وحياة مواطنيها والمقيمين على أراضيها بكل مسؤولية وسرعة وكفاءة، لا تتركها للمصادفة وحُسن النوايا. من هذا المنظور كان التعامل الإماراتي السريع والحاسم مع المعلومات الأمنية بخصوص استهداف ناقلة إماراتية بعمل إرهابي تنفذه سيدات من تونس أو يحملن جوازات سفر تونسية، فكان الإجراء الاحترازي الطارئ والمؤقت الذي اتخذته السلطات والناقلات الإماراتية بمنع سفر التونسيات الأسبوع الفائت والذي تفهمته وتفهمت دوافعه الرئاسة التونسية، بحسب ما عبرت عنه المتحدثة باسمها سعيدة قراش، وسط تأكيدات الجانبين على عمق ومتانة الروابط التاريخية والعلاقات الطيبة التي تربط البلدين الشقيقين. تلقفت منصات الفتن والوقيعة التابعة للجماعات الإسلاموية المارقة في تونس، وكذلك تلك الممولة من قطر، التعامل الإماراتي المسؤول والسيادي بكل الحقد الأسود الذي يملأ صدورها لتوظفه لتأليب الرأي العام التونسي الذي للأسف انجرت شرائح منه وراء تلك الأكاذيب للإساءة للإمارات التي تحتضن آلاف الرعايا التونسيين الذين يعملون فيها، ويحظون بكل الرعاية والتقدير، يساهمون مع غيرهم من الأشقاء في مسيرة التنمية المباركة على أرض هذا الوطن الغالي، ومنهم الأطباء والمدرسون والإعلاميون ورجال الأعمال وغيرهم. ويبدو أن الأصوات العالية والصاخبة تلك كانت وراء القرار التونسي المتسرع بوقف خط « طيران الإمارات» الذي لن يؤثر على ناقلتنا الوطنية التي تضم شبكتها أكثر من 150 محطة حول العالم، قدر ما يؤثر على المسافر التونسي نفسه. نعود لنقول للذين جعلوا من الممارسة الإماراتية السيادية والمسؤولة مناسبة للتباكي على كرامة المرأة التونسية، أين كنتم عندما كان تجار الدين والشعارات يسهلون وصول النساء والرجال زرافات ووحداناً إلى الجبهات العبثية، ليكونوا وقوداً للإرهاب، وقوارب ورحلات الموت. هذه الزوبعة الغوغائية لن تنال من علاقاتنا وروابطنا بأهلنا وأشقائنا في تونس، وستظل المرأة التونسية محل التقدير والاحترام، لأنها نموذج ريادي على المستوى العربي والعالمي، فقد كان لها السبق والريادة في ميادين النضال والسياسة والإبداع في مختلف الدروب. هذه المرأة التي يريدون العودة بها للوراء على طريقة أصحاب مذاهب «النهوض للخلف» ممن ابتليت بهم تونس خلال السنوات القليلة الماضية، وأعاقوا تطورها. ونؤكد لهم أن «طيران الإمارات» بالنسبة لنا ليست مجرد ناقل وطني، وإنما رمز من رموز تفوق الإمارات، أيقونة التسامح والمحبة بين الشعوب، وواحة الأمن والأمان.