هل حب النادي قدر أم اختيار.. حين تميل لفريق تحبه، هل يكون ذلك بالعقل أم بالعاطفة، ماذا لو كان الاختيار بعد تفكير وبحث طويل، يا ترى من ستختار لتشجع؟!
هي بالطبع أسئلة واقعية ومنطقية وتبدو عادية إلا في كرة القدم.. فهي تعتبر عكس ذلك تماماً، فاختيار ناديك وفريقك ليس قرارك بل يتحكم به قلبك وعاطفتك وميولك التي قد لا تستطيع أن تتحكم بها فتجد نفسك قد اخترت وقررت بدون أن تشعر.
عندما تعود إلى المنزل وقد خسرت مباراة «ديربي».. فلا تكلم أحداً.. ويبدو الحزن في وجهك، وتسمع أحدهم يقول لك: «إلا هي كورة» ولا يستدعي منك كل هذه الزعل، فتتأكد يقيناً أنه لم يعش حالة الحب هذه.. ولم يدرك أن ما بين المشجع وناديه قصة عشق لا تطويها الأيام ولا تهزها الخسائر، هي أشبه بالانتماء.. يجذبك الاسم والشعار وحتى الألوان وكأنه سحر أو إلهام.. فتصبح حبيساً له كالسجين والحُكم في هذه الحكاية هي المؤبد.
في بعض الأخبار تسمع عن مشجعين ينامون ليلة المباراة بجوار الاستاد كي يحظى الواحد منهم بمقعد في المدرجات، وبعضهم يسافر آلاف الكيلومترات كي يكون قريباً من الفريق.. تتساءل وتتأكد بعدها أنها مشاعر لن تستطيع تفسيرها أو استيعابها إذا لم تكن قد عشتها من قبل.
الأمر لا يبدو مفروشاً بالورود، فبعض الاختيارات تجعلك تعيساً ومحطماً ومكتئباً بسبب النتائج المخزية، والتي قد لا تتوقف، وأحياناً يأتي الاختيار لتصبح فخوراً وسعيداً ومنتصراً دائماً.. فماذا لو كان القلب قد اختار فريقاً مثل العين في الإمارات.. زعيماً زاهياً مهيباً وبطلاً، أحلامه لا تنتهي وطموحه لا حدود له وإنجازاته لا يمكن أن تقارنها بغيره.. يتعود على البطولات ولا يشبع منها وينال الألقاب ولا يمل منها، وحين يريد أن يحقق شيئاً، فلابد أن يصل إليه يوماً.. والليلة هذا المحظوظ الذي وقع قلبه في شباك بنفسجية، سيكون على موعد مع تاريخ جديد، حيث يدخل فريقه الأجواء العالمية.. هي لحظة من لحظات الأمجاد ستسجلها في تاريخك، وفي دفتر ذكرياتك، وفي السنين الطويلة التي عشتها مع هذا النادي.. فهل كنت تتوقع يوماً أن تكون هناك بطولة للعالم على مستوى الأندية، ويكون ناديك من ضمن نخبة النخبة.. يا لها من لحظات!

كلمة أخيرة
الحب ليس قدراً أو اختياراً.. الحب اليوم هو العين!