إلهي ونحن في عشرك الأواخر التي أقسمت بها ندعوك أن تحفظ دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي من الانتهازيين الأفاقين المدعين الضالين المضلين الذين قد ينطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا). لو علم أولئك المدعين أن الله يحب هذا الوطن فلا حاجة للمزايدة باسم الدين، فكل هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى وهذه الخيرات التي وهبها الله لهذا البلد الطيب الخيّر، وتلك الثروات فوق الأرض وتحتها، بل إن الله سخر لهذا الوطن قادة ألهمهم الحكمة ونقاء السريرة والحكم الرشيد دليلاً على حب الله لهذا البلد الطيب، لو علموا ذلك لأيقنوا أنهم مهما تآمروا وتهامسوا، ومها فعلوا ونظموا، فلن ينالوا من هامة هذا البلد الآمن، لأن الله خير حافظاً، لكنهم بعيدون عن اليقين، والدين والوطنية، بل وعن المروءة والمعروف والإحسان، فمن لديه ذرة من مروءة سيحفظ النعمة ويحمد الله عليها ويشكر الناس، فمن لا يشكر الناس لا يشكره الله. لو يعلم أولئك أن العبث بالوطن خيانة عظمى، وأن الخيانة تستوجب الإعدام في كل الشرائع، وأن ما يمس الأمن والسلم الاجتماعيين جريمة تعاقب عليها كل القوانين البشرية، وأن تشكيل التنظيمات السرية، أو الانتماء إليها جريمة تعاقب عليها كل الأنظمة المعاصرة، أفلا يطلعون على القوانين والأنظمة، وهم من بينهم من يدعي العلم ويحمل الشهادات العالية. لو يعلمون أن الديمقراطية تعني رأي الأغلبية، والأغلبية الساحقة عندنا تعشق هذا الوطن وتفديه، وتموت في سبيله وتذود عنه بالروح والدم والولد، وتلهج وتقسم بالولاء لأمناء هذا الوطن وقادته الراشدين المخلصين الأوفياء، لو كانوا يعقلون. أيها العابثون ابحثوا عن وطن آخر لكم تعيثون فيه بفلسفاتكم الفارغة كما شئتم، واتركوا لنا هذا البلد الآمن فإنه يعجبنا بكل ما فيه، إن كنتم تشعرون أن هذا الوطن لم يعد يكفي لسقف طموحاتكم فعليكم بالهجرة تصديقاً لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ..). لو يعلم أولئك أن: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ) لاستغفروا ربهم، وتابوا إليه وعادوا إلى صوابهم، فهذا الوطن طيب متسامح يعطي بلا حدود، ومع هؤلاء قد ينطبق عليه المثل العربي القائل: "علمته الرماية فلما اشتد عوده رماني"، صرف عليهم الوطن لتربيتهم وتعليمهم في أرقى الجامعات، وعندما كبروا جحدوا وكفروا، (أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). rahaluae@gmail.com