اليوم هو يوم العبور والمرور بجدارة، هذا المساء للصعود والسعود والصدارة، مساء أبيض في وطن النهار، وهو يواجه أصحاب الأرض، المنتخب الكويتي الذي ودع مبكراً للغاية، فصاحب الأرض ودع قبل ضيوفه، ويظهر اليوم للمرة الأخيرة في البطولة، ثم يكتفي بحُسن التنظيم، وإكرام وفادة الأشقاء، لن تكون المهمة سهلة، في مساء يظهر فيه «الأبيض»، وتترقبه جماهيره، مساء فيه العديد من الفرص، ولا نقبل سوى بالفوز ولا غيره. أما آن الأوان يا «أبيض»، أما حان الوقت، حتى يعود الذهب إلى سابق عهده، وسيرته الأولى، عندما كان ممتعاً، ناصعاً، مرعباً، عندما كان متميزاً قلباً وقالباً، لقد اشتاقت الجماهير إلى تلك الأيام الخوالي، وكلنا ثقة أنكم لا زلتم تملكون الشغف والرغبة في إضافة المزيد من الأمجاد والانتصارات، وكلنا يقين أن الشخصية الرائعة التي كانت هي السمة الأبرز لديكم لا زالت موجودة، أنتم القادرون على استعادتها، حتى نعود للتحليق في سماء الحلم. مخطئ من يعتقد أن «الأزرق» هذا المساء سيكون صيداً سهلاً، وأن عدم أهمية نقاط المباراة بالنسبة للمنتخب الكويتي يعتبر عاملاً مساعداً لنا، بل على العكس فأصحاب الأرض يخوضون اليوم مباراة خالية من التعقيد والحسابات بلا ضغوط تذكر، وهذا هو أصعب ما قد يصادفك في كرة القدم، أن تواجه فريقاً يخوض مباراة للمتعة، وحتى يثبت للجميع أن لديه الأفضل، وأنه دفع في هذه البطولة فاتورة مشاكل وخلافات لم يكن للاعبيه يد فيها. كما أن جماهير الكويت لن تتخلف هذا المساء عن الحضور والمؤازرة، ولن يقف انعدام فرص المنتخب حائلاً بينها وبين حضورها، فالملحمة التاريخية التي قدمتها هذه الجماهير في هذه البطولة كانت لها أهداف، أسمى من الفوز بنتيجة مباراة أو مركز ما، وأبرز تلك الأهداف رسالة صريحة إلى من يهمه الأمر، أنها تعشق كرة القدم، وتهوى أزرقها، وأنها لا تقبل أن تكون هي وهو ضحايا لصراعات شخصية لا فائز بها. هو مساء أبيض، مساء للعبور إلى الدور نصف النهائي، لا تلتفتوا إلى الخلف، فالإمارات اليوم تقف معكم تؤازركم وتنتظر منكم تمثيلاً يليق بها، ونتيجة مرضية تحقق المطلوب، وأداءً متوازناً يطمئن القلوب، المهمة ليست سهلة، لا تصدقوا فيها التوقعات المسبقة والتكهنات، ولا تثقوا كثيراً بكلام الترشيحات، ولكن كلنا ثقة بأنكم أهل لها، متى ما وضعتم في أذهانكم أن لديكم الأفضل، كمستوى وروح قتالية وأداء، وشخصية غابت طويلاً، ونتطلع لظهورها هذا المساء.