يخوض منتخبنا اليوم المواجهة الأصعب له في كأس الخليج، أمام الشقيق الكويتي، وكونها الأصعب، فذلك يعود لعوامل عدة، أولها، أنها حاسمة في ظل أن كل الاحتمالات قائمة، والفرق الثلاثة في المجموعة بخلاف «الأزرق»، من الممكن أن تتأهل، والثاني أن المنتخب الكويتي ليس لديه ما يخسره، وسيلعب دونما ضغط، والأهم أن عليه أن يصالح جماهيره، إن جاز التعبير، قبل أن يودع البطولة، وبالطبع فإن هذه الجماهير ستمثل حافزاً للفريق في مواجهة «الأبيض»، بغض النظر عن التأثير الذي ستحدثه الجماهير، وإن كان الحضور الكويتي في المباراتين الأوليين لفريقهم شديد التميز وقياسياً. من هنا، لا أتمنى أن أرى «الأبيض» الذي رأيته أمام عُمان والسعودية، لأنه بما قدم من مستوى في المباراتين، يمكن القول إنه في خطر حقيقي، وعودة «الأزرق» بعد رفع الكرة لا تعني أنه لا يملك كرة على الإطلاق.. بالعكس، كان حاضراً في مباراتيه أمام السعودية وعُمان، وقدم مستوى لا بأس به إطلاقاً، لا تقلل منه الخسارة في المباراتين، إذ يحسب للاعبين أنهم تماسكوا ولم ينهاروا، رغم ضيق وقت الإعداد، ورغم عودتهم من الغياب الطويل. أتمنى أن يكون الإيطالي زاكيروني مدرب منتخبنا عثر على حلول لمشاكل «الأبيض» التي رأيناها في مباراتيه مع عُمان والسعودية، وأن يعيد التوازن إلى خطوط الفريق، وأن يدرك أنه لكي يحقق الفوز، ليس عليه أن يدافع فقط، فالمكسب وإن كان يتحقق بإحكام الدفاع، فهو بحاجة إلى مخالب أيضاً وترابط بين مختلف الخطوط. أيضاً، على اللاعبين أن يعلموا أن المسؤولية لا يتحملها المدرب وحده، فهم ليسوا على سجيتهم، وغياب الروح الواضح، والأداء الارتجالي هي أمور يسألون عنها، فقد رأيناهم من قبل ونعلم إمكانياتهم جداً، ونعلم أيضاً أن ما أصابهم ليس سببه زاكيروني وحده، وإنما يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية. مباراة «الأبيض» اليوم، يمكن أن تكون البداية الحقيقية للفريق، فبعد مواجهتين من الطبيعي أن يكون اللاعبون قد تعرفوا أكثر على طريقة مدربهم، وأن يكون المدرب ذاته تعرف إلى اللاعبين بصورة أشمل وأكثر واقعية في بطولة رسمية، وأن يكون لدى الطرفين الاستعداد للتلاقي في طريق وسط.. أن ينحاز المدرب لقدرات وإمكانيات اللاعبين، دون الاعتماد على طريقة بعيدة كل البعد عنهم، وأن يتقبل اللاعبون بدورهم مبدأ التغيير. كل التوفيق لـ «الأبيض» في مواجهة شقيقه الكويتي اليوم، وأن تكون المباراة بوابته الحقيقية إلى ما هو أبعد، خاصة أنه لا زال مرشحاً قوياً للمضي إلى اللقب.. لكن مبررات هذا التفاؤل حتى الآن لا زالت من الماضي. ** كلمة أخيرة: وحده الفوز الحقيقي.. ينسيك كل ما قبله