تحية لكل جهة وإدارة وشركة حرصت على إرسال رسائل نصية أو إلكترونية لموظفيها تدعوهم لعدم المغامرة بالقيادة وسط الضباب الكثيف خلال ساعات الصباح الباكر للوصول إلى مقار أعمالهم مع بدء الدوام ليوم أمس الأول. تقديرا منها لظروف وأحوال الطقس التي تمر به البلاد هذه الأيام التي تشهد تكون الضباب الكثيف في أوقات متأخرة من الليل وساعات الصباح الأولى، مما أدى إلى إرباك حركة الطيران وتحويل العديد من الرحلات القادمة والمغادرة. ناهيك عما يجري على الأرض جراء استهتار البعض بأنظمة السير وعدم الالتزام بها مما أدى إلي حوادث متفرقة الجسيمة منها والمتوسطة والخفيفة نجم عنها وفاة أحدهم وأصابة العديدين. هذا الحرص على التواصل مع العاملين والموظفين في مثل هذه الظروف والأحوال المناخية ينم عن وعي واهتمام تلك الجهات والدوائر بالعاملين لديها والعنصر البشري فيها، والحرص عليهم باعتبارهم أهم الموارد وعناصر النجاح فيها، وكذلك الفشل لا سمح الله. مقابل هذه الصورة الحريصة، توجد هناك إدارات متكلسة ونوعيات في» المواد البشرية» يعاني من ساقتهم الظروف للعمل معها من نظرتها للعاملين معهم بصورة سلبية، تعتبر الجميع مشروع تسيب واستغلال للظروف المناخية للتسرب من الدوام. عندهم « البصمة» مقدسة حتى وأن كانت على حساب سلامة العاملين، لذلك كانت التوجيهات العليا تؤكد دوما على مراعاة مثل هذه الظروف ووضعها في الحسبان. في مفارقات التعامل يلاحظ المرء أن الشركات الكبرى في القطاع المختلط أو الخاص هي من تبادر دائماً في مسألة التحذيرات بينما يعكس تباين النظرة والتعامل مع العاملين وإدراك كل طرف لما استثمره فيهم، وماذا يعني ذلك على صعيد الإنتاجية، بعيداً العقلية المتحجرة التي لا يعنيها سوى الحضور والانصراف. ومع توقعات المركز الوطني للأرصاد باستمرار الضباب نضم صوتنا إلى أصوات مديريات المرور في مختلف مناطق الدولة، وهم يناشدون السائقين الالتزام بقواعد السير والقيادة أثناء هذه الأحوال والظروف المناخية، خاصة ونحن نشاهد الكثير من قائدي المركبات يقودونها بطيش وتهور من دون مراعاة أبسط الاحتياطات الواجب الالتزام بها، بينما مستوى الرؤية الأفقية لا يتعدى الخمسة أمتار. وكأنما هو في سباق وتحد مع نفسه للوصول إلى مقصده بذات السرعة التي اعتاد السير بها مهما كانت كثافة الضباب معرضا حياته والآخرين للخطر، الأمر الذي يستوجب تعاملاً صارماً معهم.