يجد المتصفح لوسم #علمني_زايد، على «تويتر»، كثيراً من القيم والأفكار والمعاني، التي تركها لنا الرمز المؤسس، إن كان في مواقفه، أو براعته في حكمة القول شعراً ونثراً، أو في تعامله مع الأحداث والقضايا، وحتى في أسلوب حياته، وفراسته في تقدير الأمور، فقد ترك، رحمه الله، ميراثاً للإماراتيين، وسيرة إنسانية زاخرة بالأمثلة الحية على القيادة بالنموذج، وعلى الأثر العميق بالقدوة.
معظمنا عاش مع زايد، وبعضنا رآه، وسمعه، وكان، ولا يزال، جزءاً حميماً من تفاصيل بلادنا. نراه في المدارس التي شيّدها، وفي الجامعات، وفي المستشفيات، ونحفظ مقولاته، وما من بيت في الإمارات يخلو من صورة له، ونحن معروفون عربياً بـ «عيال زايد»، ودائماً حين نعرف عن أنفسنا في العالم العربي، يترحم الناس على زايد، ويذكرون مناقبه، وفضله.
كلنا علّمنا زايد في بيتنا الكبير المتوحد. والوسم على «تويتر»، يثير الاهتمام إلى القيم التي كان زايد حريصاً أن يتعلمها أبناؤه في بيته، وباتت نهجاً لقيادة الإمارات، سواء في إدارة دولة متقدمة، أو في الأبعاد الثقافية والاجتماعية للشخصية، أو في الطبائع الإنسانية، كالتواضع، والبساطة، والعطاء.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي يصف زايد في عنوان قصيدة له بـ «أبي الأكبر»، غرّد في الوسم أنه تعلم من زايد أن «الإنسان أهم من العمران، والإنجازات أهم من المناصب، والوطن أهم من الأشخاص»، والمتأمل لصعود الإمارات في الإقليم والعالم، لا بد أن يجد علاقة بين ذلك، واستثمارها الأول في الإنسان.
في الإطار نفسه، يشير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى رؤية زايد للتطور، مغرداً بأنّ «القيم الإنسانية، هي أساس أي تقدم.. وأن تحقيق الأحلام ينطلق من الإيمان والثقة بالقدرة على الإنجاز»، لأن حلم زايد كان مقروناً بالتحدي، وما ينعم فيه الإماراتيون اليوم من أمن ورفاه، ليس إلا واقعاً حلُم به زايد.
العطاء أبرز سمات شخصية زايد التي تعلم منها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أو كما لخّصه بـ «حب الناس والمبادرة إلى العطاء بغير حساب».
أما سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فقد تحدث عن قيمة التسامح والقبول بالآخر، وغرّد بـ «علمني زايد أن الإمارات تتسع لكل محب وعاشق للخير والجَمال والبناء»، فيما لفت الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية إلى مفهوم الخدمة لدى الراحل الكبير، مغرداً «علمني زايد أن أخدم وطني، وأخدم قائدي، وأخدم مجتمعي، وأخدم أسرتي».
في حين أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى أنّ «في البساطة قوة»، وتلك من أسرار عبقرية المؤسس، في حياته، البعيدة عن التكلف، وفي معشره الطيب مع الناس، وتواضعه الجَم.
حين نُسأل عن عطاء الإمارات، وقوتها، وتقدمها، وتسامح شعبها، وتواضعهم، وغوثهم القريب والبعيد، سنظلّ نردد: هكذا علّمنا زايد..