يشرق التاريخ بقناديل المبدعين، الذين يضيئون منابره بعطاءات لا تكل ولا تمل، ويسطرون صفحاته بحروف من ملح الصحراء واخضرار النخلة وشموخ الجبال الرواسي، وما الترحيب الذي يلقاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلا نتيجة حتمية لذلك الإبداع الفريد الذي سطَّر حروفه قائد فذ، تشرَّب من الحكمة هطولاً، ونال من الفطنة فصولاً، واستطاع أن يذلل عقبات في السياسة ويتجاوز معضلات في العلاقة مع الآخر، بفكر ثاقب، حط رحاله عند شغاف النجوم، وسريرة نقية، وجدت مكانها بين المزن وسار بالركب نحو غايات ورايات، محققاً للإمارات مجداً بسعة الآفاق الرحيبة، وينجز مشروعه في الحكم، بكل جدارة واقتدار، وما كان للإمارات أن ترتقي هذه الصعد العالية، لولا القدرة الفائقة التي طوقت الإنسان في الإمارات بقلائد من عقيق السعادة، وفرائد من درر الرخاء الذي أنعمت عليه به القيادة، فصار الإنسان الإماراتي اليوم مثال الانسجام والالتئام، ونموذج المواطن الذي ينعم بالخير. كل هذا رسخ القناعة لدى بني البشر في الشرق والغرب، أن الإمارات مثال يحتذى به، وأن المواطن الإماراتي هو الأمثل على وجه الوجود، ومن يقف على قمة الهرم في بلاده لا ينظر إليه الآخرون إلا بالإجلال والاحترام، فلا يكرم إلا الكرام، وهذه سمة بلادنا، وشيمة قيادتنا ونخوة أهلنا. وعندما يتحدث العالم عن الإمارات، عندما يحلل المحللون والدارسون، يضعون الإمارات في مقدمة السطور والصفحات، لأن قيادة الإمارات حققت الذات بصفاء ذهني، وإيثار وتفانٍ من أجل أن يكون إنسان الإمارات هو النجم والقلم، وهو الحكاية وخير الكَلِم، فعندما تذهب إلى أي مكان، إلى أي قارة في العالم، فإن اسم الإمارات وجواز سفرها يمضي الهوينا بيسرٍ وسهولة، وبترحيب من قلوب مُحبة لهذا البلد الاستثنائي، ولمواطنه المعزَّز المكرَّم في بلاده، وبلاد الآخرين. أليست هذه سمات كفيلة أن تجعل قيادتنا، هي الأسمى في كل استقبال واستضافة! إنها الحقيقة الدامغة ترسم صورة حية، وبالغة الوضوح، إننا محظوظون بأبناء زايد الخير، إننا مبجلون ونحن ننتمي إلى هذا البلد، واسم الذي أسس وبنى ورسخ الثوابت السامية، زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الهند برمتها أشرقت فرحاً وبهجة باستقبال محمد بن زايد آل نهيان، وأضاءت مصابيح السعادة لوطء أقدامه احتراماً وتقديراً لرجل السلام والوئام والانسجام، رجل اقترب من الصغير قبل الكبير، وساند الضعيف وواسى المبتلَى، هذه الصفات الجليلة، جعلت من شخصيته كاريزما الحضور اللا متناهي، والأثر اللا منتهي، والتأثير المطوق للأشواق والأحداق، استقبال الهند هو استهلال لهلال يهل فيطل على العالم بسمات الرجال العظماء.