تصحو الكويت فتعج أجواء الخليج بالحياة، لا وقت للراحة هلموا بنا إلى العمل، وبعد فترة شلل إجبارية بسبب عقوبة دولية، وبعد حالة من الركود والجفاف، تم رفع الإيقاف، وفي غضون أيام قليلة حقق الكويتيون ما يقوم به غيرهم في سنوات، اليوم تنطلق كأس الخليج، وتنطلق الكويت لتقدم للخليجيين وجبتهم المفضلة، ولتقسم عليهم إرثهم الخالد، بناء على ما هو في الوصية التي تناقلوها أباً عن جد، ليردد كل أبناء الخليج وطني الكويت سلمت للمجد. عندما تفرح الكويت يتسلل السرور إلى بيوت كل أبناء الخليج، لذا كانوا أكثر سعادة بعودة الكرة الكويتية إلى المنظومة من الكويتيين أنفسهم، كان هناك شيء ناقص، لم تكن الأمور على ما يرام، فاللون الأزرق الذي أمعن في الغياب سيعود أخيراً، لينثر شذرات الإبداع، وسيل الذكريات الجارف الذي يعيد إلى الأذهان ما قدمه الكويتيون في أزمنة سابقة، عندما كانت الكويت هي الرائدة، عندما كانت تضع قدمها الأولى في أي بطولة خليجية ولا تكاد تضع القدم الثانية إلا وكان قائدها يرفع كأس البطولة. كأس الخليج والكويت علاقة أزلية، هي التي رفعت من مستوى الطموح في البطولة، وكان لرموزها الدور الأهم في ما وصلت إليه، حتى أصبحت البطولة الاستثناء، ومهما تقدمت كرة القدم تبقى كأس الخليج حدثا غير قابل للاستغناء عنه، أو التنازل عن استمراريته، وكل جيل يجد على عاتقه مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث الهائل، فالتاريخ لن يغفر لمن يفرط في هذه البطولة ولا يحرص على بقائها. يظهر «الأزرق» في كأس الخليج بلاعبين متعطشين للمنافسة، والعودة إلى الساحة بقوة، والانتقام اللطيف من كل من أسهموا في ابتعاده عن اللعبة، وتبدأ كرة القدم من نوع خاص جداً، لا تشبه الذي نشاهده في أي بطولة أخرى، ويظهر «الأبيض» الجديد ليدشن رسمياً مرحلة إيطالية يقودها زاكيروني، وكلنا تفاؤل وثقة بأن اللاعبين يدركون أهمية المرحلة، وسيعملون على استعادة الشخصية المميزة والتي غابت مؤخراً. الكويت اليوم على موعد مع التحدي الذي نراهن نحن أكثر منهم على نجاحهم فيه، وسيظهر المعدن الأصيل والحقيقي للشباب الكويتي الذي كان على مر السنين على قدر كبير من المسؤولية، وعندما يتعلق الأمر بتنظيم فعالية مثل كأس الخليج تفوح رائحة الزمن الجميل، ويستذكر الأبناء تضحيات الآباء، وبطولة دائماً هي الاستثناء، هنا في الكويت أرض الصداقة والسلام، بلد الأحرار، وطن النهار.