لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يسجل الفريق الجزراوي «فخر الإمارات» تلك المشاركة المشرفة للغاية في مونديال الأندية في مواجهة ستة فرق تمثل كل قارات العالم. وبدلاً من أن يكون الفريق الجزراوي مجرد تكملة عدد، استطاع أن يبهر الجميع وهو يتجاوز أوكلاند سيتي بطل أقيانوسيا قبل أن يلتهم أوراوا الياباني بطل آسيا في المحطة الثانية، ليجد نفسه وجهاً لوجه أمام ريال مدريد، وسط خليط من شعور بالفخر والقلق في آن واحد، فعندما تتاح لك فرصة لقاء الريال أحد أفضل الفرق في العالم، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، في مباراة رسمية دون أن تدفع فلساً واحداً، فأنت بالتأكيد محظوظ، أما مبعث القلق فهي أن الفوارق الفنية والتاريخية توحي بأن الفريق الجزراوي من الممكن أن يكون مجرد فقرة في سيرك الريال بقيادة كريستيانو رونالدو وبنزيمة وجاريث بيل، وغيرهم من كتيبة «الملكي». وما حدث عملياً على أرض الملعب يثبت أن الفريق الجزراوي ضرب بكل تلك الحسابات والتوقعات عرض الحائط، وقدم أداءً بطولياً أحرج به الريال الذي وجد نفسه متأخراً بهدف حتى الدقيقة 53، ولم يتنفس الصعداء إلاً قبل النهاية بتسع دقائق بهدف بيل. ودخل الحارس «العملاق» علي خصيف تاريخ البطولة، إذ وقف سداً منيعاً في مواجهة كريستيانو رونالدو، وحال دون وصول الريال إلى الشباك الجزراوية، وغادر الملعب مصاباً وبشباك نظيفة طوال ثلاث ساعات و50 دقيقة، وبذلك يكون خصيف هو الحارس الوحيد بالبطولة الذي لم تستقبل شباكه أي هدف حتى أن الصحف العالمية وصفته بأنه خليط من كاسياس ونوير وبوفون. وكان من الطبيعي، بعد ملحمة الجزيرة أمام الريال، أن تنهار قوى الفريق أمام باتشوكا، وأن يكتفي بالمركز الرابع الذي يدخل خزينة الكرة الإماراتية للمرة الأولى. لقد عشنا مع الفريق الجزراوي لحظات مفعمة بالفخر والاعتزاز، إذ لم تكتف الإمارات «وطن السلام والتسامح» بذهبية التنظيم كما حدث في بطولتي 2009 و2010. وفي انتظار الأفضل، إن شاء الله، في مونديال «أبوظبي 2018». ×××× الريال أكل الأخضر واليابس في أبوظبي، الوحيد الذي احتفظ باللقب، تصدر قائمة الفرق الأكثر تتويجاً على مستوى العالم، نال النجمة الخامسة هذا الموسم، فاز رونالدو بلقب الهدّاف التاريخي للبطولة. إنه فريق شهيته مفتوحة دائماً لمعانقة المجد وانتزاع البطولات.