عندنا مثل يقول: «المكتوب باين من عنوانه»، وأعتقد أن عندكم مثلاً يقول: «ليالي العيد تبان من عصاريها»، والمثلان تقريباً بالمعنى نفسه، وهو أن الأمور واضحة من بداياتها، وأنا أرى أن بدايات اللجنة المؤقتة لإدارة شؤون كرة القدم الإماراتية واعدة، بالنظرة البعيدة وليس بردود الفعل الآنية، لحادثة خروج المنتخب من «خليجي 24»، لأن أي بناء أو أحكام تأتي كردة فعل تكون سلبية النتائج لاحقاً، لأن ردود الفعل عاطفية، أما البناء فهو عقلاني ومنطقي، ويستند على خطط ورؤية وإمكانات وأهداف قريبة وأهداف بعيدة. وبما أن الاختلاف والنقاش هما من أساسيات الحياة، ومن أسباب التطور والتقدم في أي مجال، فلهذا أرى أن الاستماع لآراء الخبراء من مدربين وطنيين وحكام وإعلاميين وروابط الجماهير، في اجتماع مفتوح، تسمع فيه اللجنة المؤقتة آراءهم، حول مشاكل الكرة الإماراتية، والحلول المقترحة لها «إن كانت هناك مشاكل، وإن كانت هناك حلول»، وأعتقد أن بداية التصحيح والتصويب تكمن في تشخيص المشاكل والاعتراف بها أولاً، فما تملكه كرة القدم الإماراتية يؤهلها لأن تكون أفضل بكثير مما هي عليه الآن، وكرة القدم هي لاعب، وملعب، وجماهير، وإعلام، وأكاديميات، ومدربون، وكوادر طبية، ومنشآت طبية علاجية، وأكاديميات لتخريج الصغار، ورياضة مدرسية، وقوانين تسمح بمشاركة المواليد وأبناء المواطنات، ومال يتم صرفه على كل هذا، وكل هذه الأمور متوفرة بشكل كبير في الكرة الإماراتية، وما أحرزته سابقاً من وصول إلى كأس العالم مرة، ولقب الخليج مرتين، والتتويج بلقب دوري أبطال آسيا مرة، والوصافة ثلاث مرات، هي إنجازات للإمارات التي لا تقبل بغير الرقم واحد، ولكن كرتها ودوريها وأنديتها لا تنافس على الرقم واحد حالياً، ولا حتى على الرقم اثنين، إن كان خليجياً أو عربياً أو آسيوياً، ناهيك عن المستوى العالمي.
اللجنة المؤقتة قد تتحول إلى اتحاد كرة دائم، والديمومة تفترض التخطيط والتنظيم والرؤية الشاملة، و«الشفافة» الباحثة عن بناء صلب وقواعد رافدة، لا عن مجد آني أو بطولة على مرمى البصر، وأعتقد أن الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022، هو الهدف الأول لأي لجنة أو اتحاد أو قيادة كروية، تجد أن هذا المطلب الجماهيري محق ومشروع والأهم.. ممكن التحقيق.