تمضي الإمارات قدماً، في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، باتجاه الإنسان، وتأمين صحته وتعليمه، وحياته الاجتماعية.. تمضي الإمارات بتفوق وامتياز، من أجل صناعة الغد، وصياغة واقع، منسوج بحرير الحب، ومخمل الانتماء إلى الدفء والتآلف الاجتماعي، والانسجام الاقتصادي، والاستتباب النفسي.. وإقرار 122 مليار درهم، للسنوات الثلاث 2011-2013 منها 41 مليار للسنة الحالية، مخصص منها ما نسبته 46% أي 19 مليار للتعليم والصحة، والرعاية الاجتماعية، وصندوق الزواج والإسكان، يعني أن الدولة ماضية بثبات، وعزيمة صارمة، لرفع القامة، والتنمية المستدامة، وتلوين الحياة، بفرح دائم، يعم الجميع.
فعندما يذهب التلميذ الصغير إلى مدرسته، يجب أن يتأبط معه الأمل، بأن أبواب المستقبل تنتظره بشغف، فعليه أن يجد ويجتهد.. والمريض الذي يدخل المستشفى طلباً لعلاج، يجب أن يضع أقدامه، على أرضية تستقبله بحنان، وتوفر له احتياجاته كافة من التطبيب والرعاية.. الشاب المقبل على الزواج، لا يحتاج إلى تأمل جيوبه كثيراً، فهناك مؤسسة تقوم بتوفير الاحتياجات، وملتزمة بمسؤولياتها، بالوفاء والتمام.
والمتزوجون المبتدئون، ينامون على أسِرَّة السعادة مطمئنين، هانئين، قريري العيون، لا يفكرون بالعجز، وعدم القدرة على الوفاء بالتزاماتهم في تأمين عش الزوجية، لأن “الإسكان” تسكن وتؤمن، وتطمئن، وتحقق الأمنيات.
هذه هي دولة الرفاهية، والعزة، والشرف الرفيع، هذه هي بلاد تضع الإنسان محل مقلة العين، تعلمه، وتطببه، وتسكنه، وتؤمن له مستلزمات عيشه الاجتماعي، ليصير ابن الإمارات الشجرة التي أثمرت وأعطت، فاستحقت سقيا المكرمات.. ليصير هذا الإنسان، الذي واجه الصعاب في زمن اليباب، في المكان الصحيح، في الزمن الصواب، يأتيه الجواب، من قيادة تسهر كي يستقر، وتتعب من أجل ألا يسغب، وتبذل الجهد من أجل بناء وطن شامخ، راسخ، تتباهى غصونه بالنقاء والصفاء والوفاء.
من أجل ذلك، فإن هذا الوطن المعطاء، يستحق شعباً باذلاً سخياً في جهده من أجل إشراقات ونجاحات في شتى الميادين. هذا العطاء السخي، يفرض أيضاً على كل مواطن، بذل المزيد من الحب، والمزيد من العطاء كل في موقعه، بدءاً من تلميذ المدرسة، وانتهاءً بالطالب الجامعي، ثم الموظف الصغير والكبير.. الحياة حلقة، لا يمكن أن تكتمل دورتها إلا باكتمال العقد الذي يلفها ويطوق عنقها.. فهذه السعادة التي تنثرها القيادة، حبّات من أمل، تستحق جهداً مضاعفاً من قبل الصغير والكبير، ليكتمل العقد، ويكبر الجهد، وتتسع مساحة السعد، وينتصر الوطن على كل عقبة، أو شائبة.. التداخل والترادف في العطاء، بنيانٌ مرصوص، يحمي الوطن، ويعمي عين الحسود..
وحمى الله هذا الوطن من كل آثم وغاشم..


marafea@emi.ae