أحيت الإمارات خلال الأيام الماضية اليوم العالمي للتسامح، على طريقتها الخاصة، من خلال فعاليات عدة استُهلت بمهرجان وطني انطلق من حديقة «أم الإمارات» في أبوظبي، تقدمه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، واختتمت بقمة عالمية في «دانة الدنيا»، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور أكثر من ألفي شخصية من مختلف أنحاء العالم، وافتتحت بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، الذي يعد أول وزير في العالم يتولى هذه الحقيبة الوزارية التي ترى فيها الإمارات رسالة إنسانية عالمية.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالمناسبة حرص الدولة على ترسيخ مكانة الإمارات كعاصمة للتسامح والتعاون الإيجابي، وانطلاقاً من ذلك الحرص جاء الإعلان عن مبادرتها بتأسيس تحالف عالمي للتسامح.
جاءت الفعاليات الإماراتية المكثفة للاحتفاء باليوم العالمي في رحاب العام الذي خصص لتخليد مئوية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي أدرك بفطرته ونظرته الثاقبة هذه القيمة الإنسانية الرفيعة للمجتمعات وأثرها في تحقيق التعايش والوئام وصولاً للاستقرار والرخاء والازدهار.
وبالمقابل، شاهدنا النكبات والويلات التي توالت على المجتمعات التي تفتقر لقيم التسامح، حيث طغى وتمدد فيها التطرف والإقصاء والتهميش لتغوص في أوحال التخلف وبرك الدماء والإفلاس بمعناه الشامل على كل ميدان وصعيد.
لقد جعلت الإمارات من التسامح أسلوب حياة ومنهاج بناء، لتصبح معها اليوم وطناً للتسامح والسعادة، بعدما بنت أنموذجاً يُحتذى به في صون الإنسان ورعايته واحترام الاختلاف والتنوع، مما صنع هذه الواحة الآمنة الوارفة الظلال التي تحتضن اليوم بشراً من أكثر من مئتي جنسية، وفي بيئة مسالمة بعيداً عن أي مظهر من مظاهر التشدد والتطرف والكراهية.
كما أن هذه القيمة العظيمة النبيلة تعد من عناصر القوة الناعمة للإمارات، وجعلت أفئدة ملايين البشر حول العالم تهوي إليها احتراماً ومحبة.
إن هذه المناسبات والفعاليات لإبراز قيم التسامح تمثل رسائل للعالم، وكذلك للأجيال، وتعبر عن التزام إماراتي بنهج كان ولا يزال تعتبره امتداداً لنهج رسمه القائد المؤسس، وباعتباره مفتاحاً للبناء وتحقيق الاستقرار والسعادة للفرد والمجتمع، إنها رسالة التزام لأجل خير ورخاء الجميع.