أتحدث بشكل عام، أي أن ما سأقوله يمكن أن ينطبق على أي مكان في العالم بما فيه الإمارات، وبالتالي لا يمكن تأويله على أنه موجه لإدارة نادٍ أو اتحاد بعينه..
فمن نافل القول إنه من يتصدى للعمل في الشأن العام، أن يتقبل النقد وتدخلات الصحافة والمختصين والفاهمين، وحتى من ليس لهم علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد، لأنه بكل بساطة «شأن عام».
ورئاسة أي ناد أو رئاسة شركة الكرة في أي ناد هي شأن عام، لأن النادي بالأساس ملك لمحبيه، حتى لو كان النادي كله ملك لشخص واحد، مثل تشيلسي مثلاً الذي يملكه الروسي رامون أبراموفيتش، ولكن أبراموفيتش لا يمكنه أن يمنع الصحافة ولا المشجعين أو المنافسين، ولا أن يمنعنا نحن الجالسين على بعد آلاف الكيلومترات من التدخل وإبداء الرأي في سيرورة ومسيرة تشيلسي مثلاً .
ولكن في العالم وبلادنا العربية، هناك من يعتقد أن نقد إدارته أو اتحاده هو حقد شخصي ضده ويضع نصب عينيه «نظرية المؤامرة»، ويتحول الناقد من صديق أو رفيق درب، أو حتى مجرد معرفة سطحية إلى عدو مكروه، وأحياناً ممنوع من دخول المنشأة التي يقودها الشخص الذي يتعرض للنقد.
أتفق طبعاً أن البعض قد لا ينتقد حباً للتطوير أو التنوير بل ينتقد حقداً وحسداً، وربما بأجندات شخصية ولكن هذا لا يمنع وجود أشخاص متخصصين وفاهمين وباحثين في مشاكل الأندية أو الاتحادات، وليس لديهم أي أجندات، بل لديهم وقائع وحقائق وتساؤلات مشروعة، ولا ننسى أن وظيفة الإعلام والصحافة هي النقد والتصويب واكتشاف الخطأ قبل الإشادة والتقدير والتثمين، لأن منطق الأمور يقول إن جودة العمل هي الأساس والأخطاء تحدث، ولكنها تقع تحت بنود الكشف والمحاسبة، وإلا لماذا وجدت القوانين؟
يجب أن لا نشخصن النقد ولا نشخصن الخلافات ولا نشخصن الاختلافات في العمل، أو في وجهات النظر أو الرأي، وعلينا تقبل النقد، طالما كان للصالح العام، ومستنداً على حقائق ودلائل وإثباتات، ويجب أن نجيب على أسئلة الشارع والمشجعين وإلا فما فائدة «الشفافية والحوكمة، وما هو معنى القيادة»، إذا كانت ستعني الانغلاق والتمترس وراء العناد والإصرار على أن كل من ليس معي هو ضدي؟
بكل بساطة يجب أن نتحلى بالمرونة ورحابة الصدر، وأن نتقبل النقد، مثلما سأتقبل أنا نقد هذه المقالة، لأنها في النهاية باتت شأناً عاماً بعد نشرها.