خطوة هيئة الإمارات للهوية بتحويل جزء كبير من مهامها إلى مكاتب الطباعة، بتعبئة استمارة التسجيل الإلكترونية وإدخال البيانات المطلوبة، خففت عن كاهل الهيئة الكثير من الأعباء، وسهلت على الناس، وعملت على رفع معدلات التسجيل في البطاقة التي تنتظرها مهمة مستحيلة في إنجاز تسجيل المواطنين والمقيمين مع نهاية العام الحالي، أي تسجيل أكثر من أربعة ملايين نسمة في الشهرين المقبلين، وهو عدد يفوق كل المسجلين في الهيئة منذ فتح باب التسجيل حتى اليوم
ولما كانت تجربتها بتحويل الجزء الأكبر من مهامها لمكاتب الطباعة ناجحة، وموفقة، زادت من قناعتها بأهمية العمل الجماعي في إنجاز المهمة الوطنية، وتسجيل كل المواطنين والمقيمين بالسجل السكاني وبطاقة الهوية، التي يفترض أن تكون مع الجميع بنهاية العام الجاري، وعليه كان قرارها الأخير الشروع بتجهيز 4 مراكز تسجيل فرعية تابعة لها ضمن مكاتب مؤسسة بريد الإمارات في أربع مناطق بالعاصمة أبوظبي، وهي: البطين والفلاح والنادي السياحي وفي مقر بريد الإمارات المركزي في مدينة أبوظبي، بطاقة تسجيل يومية تصل لنحو ثلاثة آلاف شخص، ضمن خطة الانتشار التدريجي لمراكز التسجيل بالهوية في مكاتب بريد الإمارات.
إن الخطوة الأخيرة من شأنها بالفعل التخفيف والتسهيل على الناس، وتجنيبهم عناء التكدس بمركز التسجيل الجديد الذي افتتح مؤخراً في المصفح، وشهد إقبالاً كبيراً من المقيمين وخاصة العمال، مما صعب على المواطنين والعوائل المقيمة التسجيل بالمركز، فسياسة المشاركة والعمل الجماعي في إنجاز المهام أثبتت نجاحها، ويتوقع أن يكون الإقبال ونسب التسجيل مرتفعة بشكل ملحوظ مع بدء العمل في المراكز الأربعة التي ستفتتح في مراكز بريد الإمارات، الذي يعتبر نموذجاً في تقديم الخدمات والتسهيلات، خصوصاً أن بريد الإمارات اليوم لم يعد لإرسال الرسائل والطرود فحسب، وتحول لمركز إنجاز معاملات مصغر، من خلال كم الخدمات التي يمكن أن تنجز فيه، ويجب أن يكون المركز نموذجاً لباقي المؤسسات الشبيهة في التكامل وتوفير الخدمات والتسهيلات.
ومن المهم تعميم فكرة فتح مكاتب تسجيل، بمكاتب البريد في مختلف أنحاء الدولة، والعمل على التوسع الجغرافي لتوفير الخدمات السهلة والميسرة لكافة المستهدفين من مواطنين ومقيمين، والتفكير بشكل جدي في وسائل جديدة أخرى لإنجاز تسجيل العدد المتبقي الذي يفوق الأربعة ملايين نسمة، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه والتأخر في اتخاذ الخطوات المناسبة قد يأخذ فترة التسجيل إلى ثلاث سنوات أخرى لإنجاز المهمة بالشكل المطلوب إذا افترضنا أن معدل التسجيل ثلاثة آلاف شخص يومياً.


m.eisa@alittihad.ae