لا جديد. نحن ندفع ثمن وضوحنا، وموقفنا الثابت من التطرف في المنطقة، ونتعرض منذ سنوات إلى حملات التزييف والتشويه التي تستهدف بلادنا وقيادتنا وعقلانيتنا السياسية، حتى بتنا نعرف مضامينها مسبقاً، والمغزى من توقيتاتها، ومَن يديرها، ويمولها، فلا مفاجأة أبداً، وقد اخترنا أن نكون في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه، انحزنا إلى خيارنا الوطني في بناء دولة حديثة، ووضعها في إطار التنافس مع العالم المتقدم.
المتضررون من نموذجنا في الإقليم معروفون، وما يزعجهم معروف أيضاً، وحملات التشكيك على قدر الضرر، فهناك من اختار لبلاده أن تكون مركزًا للتطرف، ومأوى للإرهابيين، فتعرض اقتصاده إلى هزات وكوارث، وتراجعت صناعته المحلية، فلجأ إلى صناعة أخرى، لا تتطلب موارد سوى الكذب. إنها صناعة الشائعة في عصر الثورة الرقمية، وما أسهل أن تستغل تسريباً إعلامياً للإساءة إلى قائد عربي، بوزن وأهمية ودور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أو أن تطعن في «علامة الجودة الإماراتية» بهاشتاغ خائب، للنيل من كفاءة موانئ الإمارات، التي تدير 77 ميناء حول العالم، وفي دول رائدة في مفهوم المواصفات والمقاييس وتطبيقاته.
الشيخ محمد بن زايد، يقدم الإمارات، كما هي، دولة وطنية، تسخّر مواردها لحياة مواطنيها، وترتقي بالعلم والتعليم، وتزداد قوة بالاتحاد، وبمجتمعها المتنوع المتعاضد، الذي ينشد السلام، ويؤمن بالتسامح والأخوة الإنسانية، وينبذ الكراهية والتطرف والإرهاب، ونحن ملتفّون حول قيادتنا، ونعرف علل الآخرين. نعرف دولاً غنية، تنفق من قوت شعبها على القوى الظلامية، التي تُقوِّض أمن المجتمعات العربية، وتقتل الناس على الهويات المذهبية، ومنها أيضاً، تلك التي تتحالف مع الجماعات الإرهابية، وتضرب الموانئ في إفريقيا، وذلك لكي لا ننسى الدعاية المستعرة الآن ضد موانئ الإمارات وصادراتها وسلعها.
هل هي حملة قادها مستهلكون ضدّ البضائع الإماراتية على «تويتر»، لنتعامل معها في هذا السياق؟، ونجد قوائم بالسلع المقلدة، وشهادات المنشأ، وخلاف ذلك، أم أنها أطماع متنافسين خاسرين إلى حد الافتراء والتزييف، خصوصاً إذا علمنا أنّ موانئ الإمارات تربط أكثر من ثلاثة مليارات إنسان في الشرق الأوسط، وإفريقيا وجنوب آسيا، وأن 7600 شركة عالمية مسجلة في المنطقة الحرة في جبل علي، وحدها، كما أنّ علامة الجودة الإماراتية للتصدير، مرجع لكثير من الدول في المنطقة والعالم.
لا جديد في توقيت الحملة على بلادنا وقيادتنا. هناك أحلام إمبراطورية في الإقليم بالسيطرة على موانئ في آسيا وإفريقيا. ثمة مَن يتطلع إلى مناطق اقتصادية خاصة، ويدير ظهره لأوروبا، ملتفتاً إلى حلفاء يفتحون له مزيداً من أرصفة الموانئ في شمال إفريقيا. وثمة دول وتنظيمات يزعجها جداً أن الإمارات في المركز الأول إقليمياً، والخامس عالمياً، ضمن أكثر الدول تنافسية في 2019.
لن تتوقف مثل هذه الحملات، لأننا لن نتوقف عن الإنجاز، ولن نتوقف عن التصدي للتطرف. نواصل نهضتنا بثقة وعزم وتواضع، وندع للآخرين سوقاً واسعةً من الوهم، ليتاجروا بمزيد من الخداع، لأنفسهم أولاً..