لا أعرف لماذا يشعر البعض أنه متهم دائماً، وأن عليه التبرير والتوضيح في كل ظهور، ولا أعرف لماذا البعض يشعر بالشك في نفسه غالباً وأن عليه تحسين الصورة الذهنية التي أخذها الناس عنه.. في كل ظهور تكون نبرة «أنا» هي العالية وفي كل لقاء نكتشف أن الوهم الذي كان يعيشه قد تضخم وكبر وكان لابد لحظتها من العلاج قبل أن يتحول إلى ما وصل إليه من مراحل متقدمة في هذا المرض «عافانا الله».
أسطوانة مشروخة ومحاولة يائسة للظهور بمظهر البطل والمضحي والهادف للصالح العام حتى لو كان ذلك على حساب نفسه.. وكلها للأسف مكشوفة ومتوقعة ويفهمها الصغير قبل الفطين.. هي باختصار كالمسرحية التي سقطت فيها الأقنعة وعرف الناس كل ما يحدث فلا داعي للتعب واللهث خلف هذا ورمي تهم هلامية من وحي الخيال على كل الجهات لتبرئة نفسك.. حفظنا الأسئلة ومللنا من الإجابات البكائية في هذا الموضوع فهو بالنسبة لنا انتهى بكل ما فيه.. أخذت فيه حقك ونصيبك بالفلس.. فلم يعد هناك أي داع للحديث عن ورقة نعتبرها ماضياً تحول للأرشيف!
هناك من يتفنن في الحديث عن المبادئ والقيم وما علينا فعله.. وكيف نصبح إيجابيين، وكيف نهيئ الأجواء قبل الأحداث المهمة، وكيف نصبح أدوات بناء لا هدم.. ولكن حين يصبح الدور عليهم يقومون بنسف كل هذه الثوابت فلا يهم الذي تحدثوا عنه وابتدعوه ولا يهمهم المبادئ الراسخة، فحين يأتي دورهم ليس هناك بالنسبة لهم أولوية سوى لأنفسهم.. وعجبي!
نحن في دولة التقدير والتكريم وقبل أن يجف العرق.. من قدم لها نال نصيبه وأكثر، ومن أعطى لها فتحت له أبواب أحلامه.. ومن تعب في عمله ووظيفته سيأتي اليوم الذي ينال نصيبه.. دولتنا لا تنسى أحداً ولا تتخلى عن أبنائها في كل ظروفهم ومتطلباتهم واحتياجاتهم.. ألسنا أرض الأحلام التي أطلق عليها العالم دولة السعادة.. هي رسالة أتمنى للبعض أن يستوعبها جيداً!
كلمة أخيرة
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً!