هناك فارق كبير بين الحلول التي تطرح لمشكلاتنا في وسائل الإعلام، والواقع المؤلم لغالبيتها.. الإدارية والفنية لمنتخباتنا وأنديتنا في جميع المسابقات والبطولات المحلية والخارجية، كلاهما سواء، وحلولهما متاحة ومعروفة لدى أصحاب الشأن، إلا أننا لا نعمل بها في الميدان، ونكاد لا نعرفها إلا إذا طرق باب الإعلام بوسائله المختلفة.
خروج منتخباتنا من البطولات نعرف أسبابها، وإخفاق أنديتنا في المسابقات أمام أعيننا، وأصحاب القرار هم أول المدركين لذلك، إلا أنهم لا يحركون ساكناً، وهم في سدة المسؤولية في اتحاداتنا وأنديتنا، وتمر الأيام والسنون دون ملامسة الحقيقة وعند تركهم مناصبهم، ويطرق الإعلام أبوابهم يفندون المشكلة، ويطرحون الحلول، وكأنهم من كوكب آخر يتابعون ما يجري في كوكبنا، ولديهم حلول لكل معاناتنا، وكأنهم مراقبون لها، ولم يكونوا يوماً مسؤولين عنها.
كثيرة هي المرات التي نظهر فيها على وسائل الإعلام، ونصيب الهدف ونفند الواقع، ولكن بعد فوات الأوان.. ومن يتابعنا من الجماهير يشك في المتحدث أن كان هو يقود منظومته، وهو من يتحدث عنها، ونكاد أن نصدم بالطرح، وهو الذي كان قبل ذلك على رأس الهرم.. ولماذا هذا الانفصام في الفهم العميق لمشكلات المنظومة التي كان يديرها، أو كان عضواً فيها، وما الذي دعاه لطرح تلك الحلول بعد «خراب مالطا» كما يقولون.
أعتقد أن الحماس يتجلى مع بداية الترشح للدورة الانتخابية والخطط والشعارات الرنانة، وتمر الأيام والسنون، ويكتشف أن قراءته للواقع والإمكانات المتاحة لم تحقق أهدافه، ولم يسع جاهداً لتغييره، ويبقى صامتاً إلى أن يترك كرسيه طوعاً أو مرغماً، بعد ما تمر الأحداث أمامه كشريط الذكريات، وتنفتح قريحته للنقد والانتقاد للجهة التي كان يوماً منتسباً لها، ويسترجع ما طالب بها، وأطلق العنان لأحلامه، ثم يبدأ رحلة الانتقاد لمنظومته وكل المنظومة الرياضية معتبراً نفسه المنقذ لإخفاقاتنا على مر السنين، ولا مانع لديه من انتقاد القائمين على المنظومة ومن سبقوهم منذ قيام الدولة إلى يومنا، لأن نجاح البعض كان فشلاً لهم، وقليلون منهم منصفون تجاه الآخرين.. وكأن الرياضة لم توفق بقيادات فذة مثله ينتشلها من الفشل إلى آفاق النجاح والتفوق.
إلى متى نعيش هذا الواقع المرير وازدواجية الشخصية، ونتخلص من المدعين والمفندين، ونعمل جميعاً بروح الفريق الواحد، سابقين ولاحقين لتتخطى رياضتنا كبواتها بتواصل الأجيال.