الإمارات جسر التسامح، خيط الشعاع، الممتد من وريد العالم إلى وريده، الإمارات رمش العين، ومقلة النور، تذهب بالحياة إلى أقاصي الوجد البشري، تلون قماشة الوجدان الإنساني بالسعادة، وتنسج خيوط المودة على معطف التواصل، بشفافية الماء، وعذوبة الشهد، وعطر الوردة، ومذاق الزنجبيل. جسر التسامح، يبرز من أيقونة الجمال، مستلهماً من ذهبية الصحراء، بريق الأحلام الزاهية، منطلقاً من أتون الرمل وسحره المبجل، منسجماً مع الآخر، روحاً وريحاناً وزيتوناً، ونخلاً. الإمارات جسر، وسر وخبر، وقدر، وحبر، ونهر، وزهر، ينثر عبير التسامح في البقاع، والأصقاع، ويفتح صفحات التواصل ،كأنها الفراشات، تخضب، وتخصب، وترتب، وتهذب، وتشذب، وتسكب رحيق الحياة في شرايين العشاق، بأشواق التاريخ، وأحداق الطير، وأخلاق الشجرة المباركة. الإمارات جسر الهوى والأشواق، وحبر الجوى والعشاق، وسر النوى والأنساق، وهي كل هذا، وهذا بهذا، هو ذا التكوين الذي جاءت منه حبات الرمل، لتكون تربة النخلة، وتحيي عظام الكائنات، وتثري مشاعر البشر بالحب، والخصب، وحلاوة التلاقي، عند ضفاف نهر الحياة، هذه الإمارات، جسر من مخمل الأفئدة المحبة، جسر من حرير الأرواح، العاشقة، تذهب للجميع، من دون استثناء، أو إقصاء، أو إلغاء، هي كالماء، يذهب في العروق، ويسعى في الدماء، مثل حليب النشوء، والارتقاء، ويمضي في الجسد الإنساني مثل النسيم، عليلاً جليلاً، جميلاً، أصيلاً، ويدلل على أن هذا الوطن، شجن الحضارات، وملح الانسجام، هو سكر الشفاه التي لا تنطق إلا بكلمة إنسان، ممتد من، وإلى هذا العالم، المسكوب على الأرض، مثل زجاجة عطر، تعبق الكون، بلغة واحدة، وقاسم مشترك، يصل القطب بالقطب، ويربط الأطراف بالأكتاف، ليبدو العالم، مثل خلية نحل، ترسم شمعتها من دقة الفطرة، وأناقة الجبلة، ورشاقة الفكرة، ولباقة الحلم البهي. الإمارات جسر، ما بين قلبين، جسر ما بين روح وجسد، لا فاصل، ما بين الفواصل، بل تواصل بين المفاصل، هي هكذا في الأول والآخر، هي في السحر، كلمة تنطق عندما يكون العالم في أمس الحاجة إلى معين يزيح الضيم عن الكواهل، ويمسح الدمعة عن المآقي، ويكفكف، ويخفف، ويسعف، ويصفصف وجدان الناس، كي تهنأ النفوس بعالم بلا رجيف، ولا رفيف، ولكي تستمر الحضارة، مضاءة بشموع الحب، ونبذ الكراهية، وكبح جماح الحقد. الإمارات جسر المحبة، وقبة سماوية، زرقتها من لون البحر الأغر، وصفاؤها من جلال الصحراء الوفية.