تؤمن الإمارات برسالتها السامية تجاه العالم الإسلامي، ودورها تجاه الإسلام في السنوات الأخيرة، بعدما سعى البعض لتشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال أعمال منافية للدين، ولا تمت له بصلة لا من بعيد ولا من قريب، فكانت هذه الفئة بمثابة الكارثة والمصيبة الكبرى التي ألمت بالعالم الإسلامي، ودفع ثمنها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وشوهت هذه الفئة كثيراً من صورة المسلم حول العالم، ونالت من مكتسباته وإنجازاته ومكانته، وحولته إلى مشتبه به على الدوام، وشخص منبوذ ومكروه أينما حل وارتحل في أرجاء العالم، الذي استنفر كل قواه وطاقته لإيقاف الأعمال العدائية التي ترتكب وتشن باسم وتحت عباءة الإسلام، وهو منها براء.
في ظل تلك الظروف والمعطيات، والحملة العالمية كان لا بد للعقلاء أن ينهضوا ويتحركوا لنصرة دينهم، والحفاظ على سمعة الإسلام والمسلمين، كانت هناك حاجة لأن يوضح للعالم أن الإسلام دين التسامح والسلام والحب، وجاء لهداية البشرية لا لقتلها أو تشريدها، وكل تلك الأفعال والمؤامرات لا تمت للإسلام بصلة، فكان للإمارات دور محوري بارز في هذا المجال، ولم تشأ أن تترك فئة تتاجر باسم الدين والإسلام وتسيء إلى مبادئه السمحة، فالإسلام بمدلول معناه السلام، ومشتقٌّ من صفة الله واسمه الكريم السلام، “هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام ...”، وعندما أمر الله أن يدخل فيه جميع المؤمنين فقال الله تعالى”يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في الِسلمِ كافةً، ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين”. والسِلم والسلام شيءٌ واحد، هو الأمن المنبثق من الإيمان بالله الواحد سبحانه، والطمأنينة في اتباع تعاليمه السمحة العادلة التي أسماها الله الإسلام.
فدائماً وأبداً ما تؤكد الدولة أهمية الدفاع عن الإسلام، واتباع تعاليمه السمحة، منطلقة من قول المولى عز وجل، “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً” والوسطية تعني عدم التطرف، وعدم التشدد في كل مناحي الحياة، فالإسلام دين يسر لا عسر، فقد أباح الرخص في حالة المرض بالنسبة للصائم، وكذا المسافر ورفع الحرج عن الأعرج والأعمى، ولم يكلف الإنسان إلا بما في وسعه، وتشريعات الإسلام ترمي إلى الاعتدال في كل شيء في النفقات واللباس والأكل، بل وحتى في العبادات، إذ أن الإسلام يحافظ على نفس الإنسان أولاً قبل كل شيء آخر، كما أن وسطية الإسلام واعتداله جعلته سهل التقبل والتطبيق، وأن المتأمل لشريعة الإسلام سيلاحظ سهولة تشريعاته، وكذا سهولة تطبيقها، فالمسلم ينبغي أن يصلي لربه في أي مكان، ويمكنه أن يتجاوز ما لا يستطيع القيام به، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لصحابته أنتم أدرى بأمور دنياكم. فالوسطية أكثر ملاءمة لنفس الإنسان، وتجعلها مرتاحة، ولهذا نهى رسول الله عن التشدد حتى لا يشدد الله علينا.


m.eisa@alittihad.ae