في مقابلة مع تلفزيون الجزيرة، صدح وصرح، وشرح وقدم الدكتور زغلول النجار رئيس مركز الإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى الإسلامي قائلاً بكل فجاجة ورجاجة وعجاجة، وسذاجة إن المتظاهرين في ميدان التحرير رعاع وحثالة المجتمع المصري، ولم يكتف الرجل بذلك، بل شكك في صلاتهم وإيمانهم وخشوعهم ووصفهم بالمأجورين. ولا ننحاز إلى طرف دون الآخر، ولكن ما نريد أن نقوله للسيد النجار، أي جهة في مصر الآن تملك هذه الأموال الطائلة كي تؤجر عشرات الملايين، ليقفوا في الميدان لمدة أشهر مطالبين بالحرية والانحياز إلى مصر وليس إلى حزب الإخوان المسلمين. وما يدهش في الأمر، كيف لرجل علم ودين تخونه العبارة، ويهرب منه الضمير وتغشيه غاشية التعصب ليصف أناساً بسطاء لا مطلب لهم غير تحرير العقل المصري من سطوة الحزبية المغلقة، وإزاحة المتعصبين، وعبَّاد الأشخاص والمأسورين بأغلال الحزب الذي لا يعرف غير رموزه وشخصياته التي أظلمت عقولهم وغصت قلوبهم بالحقد وشاخت نفوسهم وأصبحوا لا يرون في الحياة غير أنفسهم أما مصر فلتذهب إلى الجحيم.
في حقيقة الأمر أن أحداث مصر، كشفت الغطاء عن المستور وأفصحت عن خلايا نائمة اتخذت وسائل عدة لكي تتغلغل وتتفشى في الوجدان المصري، كالوباء.
زغلول النجار كنا نعرفه عالماً دينياً في الكونيات، فإذا به يختزل الكون في الدائرة العنيفة والمظلمة في حزب الإخوان المسلمين، الأمر الذي جعله يسفر عن لوعة في قلبه بعد إزاحة محمد مرسي عن الكرسي استجابة لرغبة «الرعاع» كما يطلق عليهم السيد زغلول .. أمر مبك ومحزن أن يتحوَّل العالم فجأة إلى كائن مسعور متوحش تغيب عنه حقيقة العلم، كما غابت عنه دلائل الواقع المصري، ومفرداته الإنسانية المطالب المشروعة، لكل إنسان يسعى إلى تحقيق ذاته من خلال مجتمع متحضر، يؤمن بحرية الرأي كغاية وبالديمقراطية كهدف لا يمكن الانحراف عنه مهما سوَّف وحرَّف وجرَّف وجدَّف الغارقون في بحار الظلمات الحزبية.
فعالم ديني وعلمي بحجم زغلول النجار عندما يصف الملايين من شعبه الذين هم من دمه ولحمه بالرعاع، فإن هذا الموقف المنحاز إلى لغة الشيطان ينذر بخطر كارثي، وبمستقبل مظلم معتم وسقيم وعديم، موقف يفرغ القضايا الإنسانية من معانيها السامية ويحول الخلاف المشروع إلى صراع مروع، موقف يبين مدى ما لهذه الجماعة من ألسنة أفتك من ألسنة الثعابين وأفظع من لسان السيول الجارفة، الموقف يوضح بجلاء أن هذه الجماعة لا تقسم الرغيف إلى نصفين، بل إنها تؤمن بالأنا وبعدها الطوفان، والعياذ بالله من شرور خلق الله.


Uae88999@gmail.com