تعيش الكرة الإماراتية واحدة من أصعب فتراتها وأكثرها ارتباكاً، على الصعيدين الفني والإداري، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المرحلة المقبلة، وبعد أن كانت الكرة الإماراتية مضرب الأمثال، منذ عام 2008، حيث كانت بداية مشوار الجيل الذي وضع الكرة الإماراتية في الواجهة، خليجياً وقارياً، إلى أن بدأت الكرة الإماراتية رحلة التراجع في مرحلة ما بعد الفوز بالمركز الثالث في النهائيات الآسيوية بأستراليا عام 2015.
وبرغم فوز المنتخب بلقب وصيف دورة الخليج الثالثة والعشرين بالكويت، بعد أن كان اللقب أقرب إليه من حبل الوريد، إلا أن الأداء افتقد الإمتاع والإقناع !
وازدادت الأمور تعقيداً في الآونة الأخيرة، بعد أن احتل المنتخب المركز قبل الأخير في مجموعته الآسيوية بتصفيات كأس العالم، خلف فيتنام وتايلاند وماليزيا، وفوزه بالمركز قبل الأخير أيضاً في مجموعته في «خليجي 24»، خلف العراق وقطر، وودع البطولة من الدور الأول دون أن يكسب سوى اليمن، أضعف منتخبات البطولة.
وإذا كان الجيل السابق لـ«الأبيض» أنهى مهمته بنتائج سيئة، بالظهور الباهت في تصفيات مونديال 2018، والخروج من بطولة أمم آسيا بالخسارة بالأربعة في نصف النهائي، برغم إقامة البطولة على أرضه وبين جماهيره، فإن التشكيلة الجديدة للمنتخب أظهرت وجهاً أكثر سوءاً، بالنتائج التي حققتها في التصفيات الآسيوية حتى الآن، والخروج المبكر جداً من «خليجي 24»، وهو ما يدق ناقوس الخطر أمام منتخب «يراوح مكانه» منذ عدة شهور!
وشخصياً أرى أن المشكلة لا تكمن في المدرب، فليس من المنطقي أن نحمّل كل المدارس الكروية التي قادت المنتخب، ما بين أرجنتينية وإيطالية وهولندية، مسؤولية الإخفاق، فهؤلاء المدربون جاؤونا بعد دراسة السير الذاتية لهم وكلها حافلة بنجاحات سابقة دفعت اتحاد الكرة للتعاقد معهم، أملاً في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأعتقد أن أسلوب التحول من جيل إلى جيل يقف وراء الهبوط المفاجئ لمستوى المنتخب، فالتحول كان يجب أن يكون تدريجياً بالاستعانة بعدد محدود من العناصر الجديدة لتجديد شباب المنتخب، ناهيك عن تأثير تراجع نتائج الفرق الإماراتية، عربياً وقارياً.
يا سادة المشكلة لن تحلها إقالة مدرب أو استقالة اتحاد الكرة، فالموقف الراهن يستوجب إعادة النظر في المنظومة بأكملها، لعلنا نجد نقطة ضوء في نهاية النفق!