يوم أمس وفي غمرة احتفالاتنا باليوم الوطني الثامن والأربعين، لم يكن للناس من حديث في المجالس والملتقيات إلا عن ذلك المقطع المصور الذي خطف الأضواء والاهتمام لدرجة أن محطات وفضائيات دولية بثته لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يزور الطفلة عائشة المزروعي في منزلها بأبوظبي للسلام عليها، وإسعادها بعد أن لم يحالفها الحظ بمصافحته خلال مراسم استقباله أخاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الشقيقة لدى وصوله للبلاد مؤخراً.
وكانت مشاهد المقطع قد أظهرت الطفلة بكامل زينتها تسعى جاهدة لمصافحة القائد الملهم ورمز التواضع والإنسانية، إلا أنها لم تتمكن من غايتها وسط الاستقبال المهيب للضيف الكبير. ولكنها يوم أمس كانت أسعد طفلة في الإمارات وأبو خالد قد جاءها بنفسه للسلام عليها وإدخال الفرح والسرور إلى قلبها في يوم من أجمل وأغلى أيام الوطن.
زيارة آسر وجابر القلوب لم تسعد عائشة فقط، بل كل أطفال وأبناء الإمارات الذين يباهون العالم بما حباهم الله من قادة هم عنوان للكرم والتواضع والإنسانية والحرص على التواصل مع مواطنيهم في مختلف الأحوال والظروف، إلى جانب ما يفخرون به من إنجازات بلادهم وما حققته من تقدم ورخاء وازدهار، فهم من أسعد أطفال العالم لأنهم يحظون بقيادة وفرت كل المقومات والأسس لتأمين مستقبل جميل وآمن ومزدهر لهم.
مشاهد وصور من التواضع والتواصل وحب الخير وزرع الابتسامة والفرحة في القلوب، لا تجدها ولا تلمسها إلا في بلاد «زايد الخير» وعلى خطى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. الذي كنت أستمع من إذاعة أبوظبي قبل أيام لتسجيل لأحد أقواله المأثورة عن دور القائد في متابعة أحوال رعيته صغيرهم قبل كبيرهم.
دقائق بسيطة سريعة، ولكنها ثرية وعظيمة المعاني والدلالات، ترسم في طياتها دروساً كبيرة للجميع للتحلي بأخلاق الفرسان والكبار، ورسم الفرحة في قلوب الآخرين، ومعنى أن تهتم بطفلة وسط كل تلك الحشود وتسعدها في لفتة راقية وحضارية وإنسانية لا تزرع ولاءً وحبا فقط، بل وتبني شخصية كلها إيجابية وفرح وتفاؤل بالمستقبل، وذاك معنى أن تكون إماراتيا وفي الإمارات، فشكراً بوخالد.