اليوم يعيش الإماراتيون ومن يحبونهم «وما أكثرهم»، على وقع ذكرى اليوم الوطني الثامن والأربعين، والذي نعتبره يوماً لكل العرب، وليس للإماراتيين وحدهم، ومن دار زايد الخير انطلقت دعوات الخير والتسامح والتطور والتقدم، ومقارعة العالم الذي كنا نعتقد أنه يبتعد عنا بسنوات ضوئية، فإذا بنا نقترب منه، بل ننافسه ونتقدم عليه في بعض النواحي، ومنها البنى التحتية والتكنولوجية والخدمات الإلكترونية وسعادة الإنسان، وسلاسة التعامل والعيش المشترك، فكل عام ونحن وأنتم بألف خير.
صحيح أن كرة القدم لعبة جماعية، كما هو الفن، نتاج إبداع جماعي لكاتب ومخرج، وموسيقى تصويرية، وسيناريست، وممثلين، وفنيي ماكياج، وخدع بصرية، وعمال مساعدين، وصوت وإضاءة وتصوير، وعشرات المهن التي تدخل في إنتاج عمل درامي، أو فيلم سينمائي واحد، ولكن يبقى الوهج لـ«نجم الشباك» الذي يجذبك للذهاب إلى صالات العرض، أو الجلوس خلف شاشة التلفزيون، ولهذا هناك نجوم عالميون أسعارهم بالملايين، وبهذا باتت كرة القدم أيضاً «شو» وتجارة، ولهذا وصل سعر البرازيلي نيمار إلى ربع مليار يورو، ولهذا هناك سحر ميسي ورونالدو، ونحن لدينا في الإمارات، نجم شباك ساحر اسمه علي مبخوت، استحق النجومية المطلقة في لعبة جماعية، لدرجة أن البعض أطلق عليه اسم «المنقذ» الذي ينقذ «الأبيض» من الخسائر، حتى في أسوأ أيامه وأقصد لـ«الأبيض»، وسبق وأن كتبت بعد مباراة الإمارات وماليزيا في التصفيات الآسيوية المزدوجة، مقالة حملت عنوان «الأبيض مبخوت»، لأن علي هو من خلصها، بعد أن تأخر المنتخب بهدف جاء علي وسجل التعادل ثم الفوز، وأعتقد أنها لن تكون المرة الأخيرة التي يفعلها هذا الشاب الهادئ الملامح، وقليل الكلام للإعلام، ولكنه على العكس من ذلك في الملعب.
وللمصادفة وعندما بدأنا الحديث عن «خليجي 24»، وبدأنا في «صدى الملاعب» فقرة تحمل اسم «نجم من البطولة»، اخترنا لليوم الأول، وقبل انطلاق مباراتي الافتتاح أن نتحدث عن مبخوت الذي تصادف أن كان نجم ذلك اليوم، وسجل «هاتريك» في شباك الشقيق اليمني، ليعلن أنه قد يكون هداف هذه البطولة، كما سبق وأن فعلها في «خليجي 22» بخمسة أهداف، وكسر رقم الأسطورة فهد خميس، وبات الهداف التاريخي الجديد لبلاده، في كؤوس الخليج، بعدما سبق وأن كسر رقم أسطورة أخرى هي عدنان الطلياني، بتسجيله 55 هدفاً للمنتخب، ومن الواضح أن هذا اللاعب في طريقه لأن يصبح أسطورة للكرة الإماراتية، من الصعب على نجم قادم أن يكسر أرقامه، إلا إذا كان من «طينة الأساطير».

كلمة أخيرة
في اليوم الوطني الإماراتي لا صوت يعلو على صوت الفرح والحب والتعاضد والتكاتف والتسامح والتطور والأمن والأمان