عندما كان مستشفى المفرق الحالي في أبوظبي قيد الإنشاء أواخر سبعينيات القرن الماضي، كنا نذهب إليه أحياناً لمشاهدة أعمال البناء ولتزجية الوقت فلم تكن مدينة بني ياس حينها تضم أية مرافق أو فعاليات تجتذب الأهالي. كنا نشاهد المبنى الضخم حينها ونقول لأنفسنا إنه من الكبر بحيث سيفيض ويفوق احتياجات سكان العاصمة. نقول ذلك بينما كانت رؤية قيادتنا الرشيدة تنظر إلى ما هو أبعد من ذلك الزمن، فقد كان المستقبل دوماً نصب عينيها.
قبل افتتاح مستشفى المفرق أوائل الثمانينيات كان المستشفى المركزي بأجنحته الخشبية الوحيد في العاصمة قبل أن تقام مكانه مدينة خليفة الطبية وقبلها كان مستشفى الجزيرة في العاصمة التي شهدت كذلك في تلك الفترة افتتاح مستشفى زايد العسكري.
اليوم وغير بعيد عن مستشفى المفرق تقف مدينة شخبوط الطبية شاهداً على تطور وتوسع وتقدم الخدمات الطبية والرعاية الصحية في أبوظبي تحديداً والإمارات إجمالاً. فالمدينة تعد المستشفى الأكبر والأحدث والأكثر تطوراً في الدولة بسعة 741 سريراً.
وما حرص سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي على تفقد المدينة وحضور توقيع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» و«مايو كلينك» الشهيرة في الولايات المتحدة على اتفاقية تعاون وشراكة، لإدارة وتشغيل «شخبوط الطبية» إلا تأكيدٌ لما يحظى به القطاع من رعاية واهتمام، وحرصٌ على تقديم أرقى الخدمات الصحية والطبية للمواطن والمقيم على حد سواء بكوادر رفيعة المستوى في مختلف التخصصات الطبية مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
بين ثنايا جولة ومتابعة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد يبرز حلم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بألا يتغرب مواطن بحثاً عن العلاج، والحلم الذي تابعته قيادتنا الحكيمة حتى باتت المنشآت الصحية والطبية المتطورة تطرز مدن البلاد، ليس ذلك فحسب بل انتقل الحلم ليشمل تحويل الدولة إلى وجهة للسياحة العلاجية.
ورغم الجهد الكبير والإنفاق الهائل على هذا القطاع الحيوي والمهم من قطاعات المسيرة المباركة، نجد البعض يطرق كل الأبواب لينال فرصة للعلاج في الخارج غيره أولى بها، غير مقتنع بأن العلاج أصبح متوفراً في بلاده دونما حاجة للسفر والاغتراب إلا لبعض الحالات الدقيقة، وهو ما تأكده أرقام وزارة الصحة وبقية الدوائر.