لن يتكرر عنوان «المرة الأولى» في أي بقعة أخرى من تلك المنطقة، مثلما يحدث هنا.. كل ما يأتينا من العالم، إما أنه يختارنا للمرة الأولى، أو يحقق نجاحاً استثنائياً للمرة الأولى.. أو يولد من جديد.. كل ما يحدث على أرض أبوظبي والإمارات مختلف ومبهر واستثنائي.
بينما نستعد اليوم لنهائي كأس الأمم الآسيوية الذي أقيم «للمرة الأولى» بمشاركة 24 منتخباً آسيوياً، اختتمت أيضاً في أبوظبي فعاليات الحدث الأضخم في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وهي قمة القيادات الرياضية العالمية التي نظمها مجلس أبوظبي الرياضي على مدار يومين، بالتزامن مع النهائي الآسيوي، ليضيف حدثاً إلى الحدث، وليرى العالم ما حققناه، ولنرى نحن أيضاً ما حققه العالم.
كثيراً ماتعتريك الدهشة من تلك الفعاليات التي لا تخطر على بالك.. كيف وصلوا إليها وفاوضوا منظميها، ورتبوا لجلساتها وورشها، وكيف بالإمكان، ونحن في خضم حدث كبير، احتاج إلى أكثر من خمسة آلاف متطوع، عملوا أكثر من نصف مليون ساعة عمل، أن نفتح الباب أمام تحد جديد، يجاور التحدي الأول، يحتاج هو الآخر إلى منظمين وإلى متطوعين، وإلى لجان.. لا يحدث ذلك إلا هنا، فقد حبا الله هذا الوطن بمن يحبه، ويقطف له من أزهار العالم ما يصنع به طوق ورد ومجد وعز يطوق به أركانه.
القمة التي ناقشت مستجدات صناعة الرياضة العالمية لم تكن ترفاً، ولا ورش عمل تنفض تاركة لنا سيلاً من الأوراق والكلام، لكنها وضعت العالم بين أيدينا، وتركت لنا رصيداً نحتاجه ونقدره من التجارب الحديثة المذهلة، سواء قي التقنيات الأكثر تطوراً والتغطية التلفزيونية والإعلامية للبطولات، وآخر ما وصل إليه الاستثمار والتسويق والرعاية.
هنا، وعلى مدار يومين، وضع أكثر من 350 شخصية قيادية ونخبوية، خلاصة تجاربهم خلال 12 جلسة ثرية، تحدث فيها الكبار عما يعني الكبار.. أدركوا أننا نريد وأننا جادون في سعينا صوب الأمام، فجاؤوا إلينا ينقلون لنا تجاربهم ويكشفون عن جديدهم، لأنهم واثقون بأننا سنحتفي بتلك التجارب ولن نهدرها، ولن نهدر جهود من كانوا وراءها.. أدركوا أن تجاربهم، لن يُكتب لها الخلود في مكان إلا الإمارات.
خلال قمة القيادات الرياضية العالمية استكشفنا آفاق كرة القدم وأفضل الطرق لجذب الجماهير وأفضل الطرق لاستخدام الرياضة كوسيلة لتطوير السياحة والاستثمار، وأيضاً الاستثمار المثالي للمؤسسات الرياضية، وكيف يتم تطبيق طرق جديدة لامتلاك الحقوق، وأهمية خلق إرث وتأثير مستمر، وكيفية إدارة فعاليات كبرى بنجاح تام، وكيفية صناعة العلامات والماركات التجارية في الرياضة، وتطوير الكرة النسائية، وغيرها من التجارب المذهلة التي تؤكد لنا أن حدود الأشياء ليس فقط ما بين أيدينا.
مئات القادة كانوا هنا.. اسم واحد منهم كان يكفي في بلد ما ليحتفوا به، لكن لأننا الإمارات يأتينا الجميع.. هم يدركون أننا تجاوزنا كثيراً فكرة أن نستمع وفقط أو أننا «أجواء» يعبرونها وفقط.. لقد أصبحنا مشاركين وفاعلين.. يدركون أن هنا «حيث يجب أن يكون القادة».

** كلمة أخيرة:
اعتياد «الاستثناء».. مهمة لا يجيدها إلا نادرون