اليوم تحتفل شرطة أبوظبي بمرور 60 عاماً على تأسيسها. مناسبة يستشعر قيمتها كل من تابع بناء وتأسيس ونمو القوة التي نشد على يد كل فرد فيها. أولئك الجنود المجهولون، العيون الساهرة التي جعلت الدار واحة أمن وأمان، تجسيداً لرؤية ثاقبة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن لا تنمية أو تقدم أو تطور أو رخاء أو ازدهار من دون أمن وأمان واستقرار، وعلى النهج ذاته حظيت شرطة أبوظبي برعاية قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة راعي الاحتفال. في مناسبة طيبة مباركة، نستذكر بصمات البدايات الأولى مع الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان وحمودة بن علي رحمهما الله، ونتوقف أمام جهود الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في تطور شرطة أبوظبي. نستذكر بكل التقدير إسهامات حمد سعيد الحساني وثاني الرميثي ومحمد خميس الجنيبي ممن تعاقبوا على قيادة شرطة أبوظبي. نحتفل اليوم بمرور60 عاماً من الأمن والأمان، ونستعيد بدايات القوة في مقر متواضع عبارة عن كرافانات متناثرة في منطقة الكرامة وغرف ملحقة بقصر الشيخ مبارك بن محمد، وحتى اليوم وما وصلت إليه من تطور يلتقي في راحة كف المرء لإسعاده وليس فقط خدمته، وهو ينجز تعاملاته عبر تطبيق في هاتفه الذكي. محطات منيرة ساطعة من الإخلاص والتميز لشرطة أبوظبي، أصبحت معها عاصمتنا الحبيبة أكثر مدن العالم أماناً، وكذلك إمارات المحبة والوفاء. ولعل أحد أبرز إنجازاتها، أنها قوة للأمن والأمان صديقة لكل فرد في المجتمع، غرست فيه أن الحفاظ على هذه الواحة الوارفة الظلال من الأمن والاستقرار، هي مسؤولية الجميع. ويختزل هذا الغرس والقناعة مبادرة «كلنا شرطة» التي تسابق الجميع لنيل شرف عضويتها إدراكاً منهم لأهمية هذه الشراكة القائمة على الوعي بدور الشرطة وأفرادها وكل منسوبيها بأنهم ليسوا مجرد أشخاص ينفذون القانون، بل امتداد طبيعي لمجتمع يحرص كل فرد فيه على صون منجزات ومكتسبات، وطن جميل يستحق من الجميع البذل والعطاء للحفاظ عليه كـ «النور في أرض مظلمة قدوة للآخرين»، كما قال أبوخالد.