لم تعد رياضة الجو جيتسو مثل غيرها من الرياضات التي انتظرت طويلاً، لتبحث عن أرضية وقاعدة لممارستها، وانتشارها في أوساط الشباب وفي المدارس، وباتت الرقم واحد بين الصغار والكبار ومن الجنسين، ويحرص الكثير من أولياء الأمور على اصطحاب أولادهم لميادين اللعبة، ويجلسون لساعات طويلة لمتابعتهم وتشجيعهم. وفي المنافسات الرسمية المحلية والخارجية الإقليمية والدولية، تجدهم أول الحضور ومرافقتهم خارج الدولة لمؤازرتهم، من أجل تحقيق إنجاز يضاف إلى قائمة إنجازات الدولة في تلك الرياضة، وما نشاهده من وجود أولياء الأمور في الملاعب، هو تأكيد لهذا الاهتمام والدعم منهم، قبل الدعم الرسمي من الدولة وقيادتها والهيئات الرياضية المعنية.
وفي بطولة العالم للجو جيتسو التي افتتحها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، مساء السبت الماضي، وفور إعلان فوز بطلنا الذهبي سالم الظاهري تحت 18 سنة، سارع إلى المنصة الرئيسة، لمعانقة والدته التي جاءت لمتابعته، رداً لجميل مساندتها له طوال المرحلة الماضية، ومنذ أن انضم إلى أسرة هذه الرياضة، اعترافاً منه بدورها في مساندته طيلة الفترة الماضية.. عانقها بدموع الفرح والسعادة، وقبل يديها أمام العالم فرحاً بأجمل إنجاز حققه خلال مسيرته في لعبته المفضلة، بدعواتها وتشجيعها الكبيرين منها.. وكررها عمر الفضلي الفائز بذهبية تحت 21 سنة، حيث سارع إلى معانقة شقيقته، وغيرهما من أولياء أمور اللاعبين الذين يتابعون أبناءهم في هذه الرياضة.
ولم تعد رياضة الجو جيتسو غريبة على ملاعبنا وفي بيوتنا، رغم أنها أتت إلينا من أقاصي الدنيا، وفي زمن ليس بالبعيد، وعمرها في الإمارات لم يتجاوز 8 سنوات، منذ عام 2012، إلا أنها اختصرت الأيام والسنين في العدد الكبير من أبنائنا الممارسين لها، والذي يفوق 150000 لاعب ولاعبة، وفي أكثر من 16 نادياً ومركزاً على مستوى الدولة، متفوقة على العديد من الألعاب الأخرى المسجلة في الأندية وتتفوق عليها جميعها.
ولم يتحقق هذا النجاح الفني والتفوق العددي لولا الانسجام التام بين مكونات اللعبة من مجلس الإدارة بقيادة عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي الذي تسكنه اللعبة وإخوانه الذين يبذلون كل الجهد للارتقاء بلعبتهم وتطورها، وزيادة رقعة المشاركين فيها، بتعاون الأندية، وتقدير قيادتنا الرشيدة لتلك الجهود والإنجازات، وهي فعلاً الرياضة الأولى عائلياً وعالمياً.