تتيح «أبوظبي للإعلام» من خلال منصة «زايد الرقمية» للأجيال والباحثين على حد سواء فرصة للاقتراب أكثر من فكر ورؤى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهم يتابعون مقاطع مصورة للقاءاته الرسمية والشعبية، وهنا أدعو الشباب للتمعن في لقاءاته، رحمه الله، مع أبنائه المواطنين من الطلاب أو الخريجين، حيث كان يشدد دوماً -رحمه الله- على أن يستزيدوا من العلم، ويستفيدوا من علوم العصر، وينفتحوا على الثقافات والحضارات من دون نسيان ارتباطهم بجذورهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة المتوارثة، والتي صاغت الهوية والشخصية الإماراتية، ونستذكر جميعاً مقولته التاريخية الخالدة «من لا ماض له لا حاضر ولا مستقبل له»، وهي تلخص رؤيته الحكيمة بتوظيف الماضي -لا الإقامة فيه- لبناء الحاضر والانطلاق بثقة وقوة لصنع المستقبل.
لذلك فإن منصة «زايد الرقمية» تمثل زاداً مهماً للأجيال، نذكر بها ونحن نبدأ العد التنازلي لاختتام عام زايد الذي حمل الذكرى المئوية لقائد فذ يظل خالداً في قلوبنا ووجداننا طالما حيينا، لأن كل تفصيلة من حياتنا تحمل بصمة رجل حكيم جعل الأجيال على أرض هذا الوطن تفخر بأنهم «عيال زايد».
اليوم ودائرة تنمية المجتمع في أبوظبي تستعد لإطلاق مركز الراصد الاجتماعي بهدف تنمية وتفعيل الظواهر الإيجابية في المجتمع والتصدي للممارسات والظواهر السلبية، فإنما تجسد الاهتمام المبكر للقائد المؤسس وقيادتنا الحكيمة التي مضت على ذات النهج في توجيه أفراد المجتمع وبالأخص الشباب على الممارسات الإيجابية التي هي من سمات المواطنة الصالحة، وتتجلى كذلك في العمل على صون استقرار الأسرة وتحقيق السعادة والإيجابية.
لقد كان هذا النهج أحد خصوصيات نجاح التجربة الإماراتية ومسيرتها المباركة التي عملت على بناء أجيال متعاقبة قطعت أشواطاً واسعة من التعليم والتطور من دون فقد الارتباط بالجذور، وأصالة الشخصية الإماراتية.
كما كان هذا النهج الأداة التي حصنت مجتمع الإمارات من ظواهر سلبية عديدة عانت منها مجتمعات أخرى بسبب ما اعتبره المتابعون فجوة بين الأجيال والانسلاخ عن الجذور وأمواج التغيير العاتية التي كانت بمثابة صدمات هزت من تماسك تلك المجتمعات.
دور مركز الراصد الاجتماعي مهم، خاصة وهو يرصد الظواهر المستحدثة ويتعامل مع الإيجابية منها، ويحث عليها ويتصدى لغيرها وفق أسس علمية تصب كلها في تعزيز دعائم ولبنات «البيت المتوحد» ليبقى عزيزاً شامخاً.