يسكن معالي تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية الشقيقة، في تلك المنطقة هناك.. المنطقة التي يسكنها الشعراء والرائعون.. هناك على ربوة الأمنيات، حيث نوافذ الأمل المشرعة على الدوام.. هناك في منطقة الدهشة التي لا تعرف الاعتياد، ولا ترضى بالمعقول وحده.
لا شك أن الرجل منذ أطل على الساحة الرياضية، أحدث حالة من الوهج.. لم تعد أشياء كثيرة كما كانت، لا في الرياضة، ولا في الإعلام.. وإذا كان يترجم على الأرض رؤية المملكة للمستقبل، فعلينا أن نقر بأن المملكة أجادت اختيار من يحمل جزءاً من هذه الرؤية.
اليوم، تشاهد الأرض «كلاسيكو الأرض»، بين البرازيل والأرجنتين في الدورة الرباعية بالسعودية.. المواجهة الخامسة بعد المائة، بين أكبر فريقين في المعمورة، تبحث فيها البرازيل عن الفوز الحادي والأربعين، وتتطلع الأرجنتين إلى الانتصار التاسع والثلاثين، وتنتظر الجماهير في كل أنحاء العالم، ما بعد الهدف 162.
تذاكر المباراة نفدت بالطبع.. لم نكن بحاجة إلى تقارير صحفية تؤكد ذلك، والجماهير من كل أرجاء العالم، تترقب اللقاء، وربما ستدير موجاتها صوب القناة الرياضية السعودية، أو أبوظبي الرياضية، حتى وإنْ كانت قنوات برازيلية وبرتغالية وألمانية وألبانية وغيرها، ستنقل اللقاء.. كل ما في المباراة وما حولها سيكون «نجماً».. كل ما في المباراة، وما حولها وما في الدورة الرباعية لن يبرح سريعاً مدارات الضوء.. سيبقى كل ما فيها ليجاور تاريخ الكرة مع عظماء الكرة.
ربما مشكلة بعض الأقلام مع معالي تركي آل الشيخ، حين تكتب عنه، أنها تكون متهمة بالمجاملة، أو بالقرب، أو بالمحبة من رجل يأسر كل من يقترب منه، لكن كيف والرجل يفعل ما لا نحلم به أحياناً.. ما الذي يخرج القلم عن صمته، إنْ لم تكن مباراة البرازيل والأرجنتين، وكأس زايد لأبطال العرب التي أعادها للحياة، وتلك الفعاليات هنا وهناك.. كيف بالإمكان ألا نلتفت لذلك ولا نكترث به.
الأهم من الدورة، وممن فاز ومن خسر، هي السعودية، قبلتنا وحبنا الأثير.. هو هذا الضوء الذي يغمر كل الأرجاء هناك على الدوام، وحتى حين تأتيها فعالية رياضية، فإنها تليق بها وتعكس وزنها وقوتها وأمنها وسلامها، ويدها الممدودة بالخير لكل الناس.
اليوم، كلاسيكو العالم، سيتحدث العربية في الرياض السعودية.. اليوم فصل جديد من فصول الروعة في كتابٍ المجدُ فيه هو العنوان، يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ويكتب تفاصيله أمير الشباب سمو الأمير محمد بن سلمان، ويمضي تركي آل الشيخ على الطريق بإحساس شاعر وعزيمة محب للأخضر.

كلمة أخيرة:
حب الوطن سبب كافٍ لأن تأتي بما لم يسبقك إليه غيرك.