يمثل تدشين الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية منظومة «حصنتك» للإنذار المبكر من الحرائق بالمنازل، خلال الأيام القليلة الماضية واحداً من صور الرعاية والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لتعزيز أمن وسلامة المجتمع. فالمنظومة يتم تنفيذها بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتعد واحدة من أكثر منظومات الوقاية من الحرائق تطوراً، فهي تتميز بأنها تعمل على إرسال إشارة إنذار آلياً عبر حساسات للدخان والحريق إلى أقرب غرفة عمليات للدفاع المدني خلال ثوانٍ، مع إطلاق صافرات إنذار لإخلاء ساكني المنزل من المكان.
وقد جرى إسناد تنفيذ المنظومة التي تتميز كذلك بالفعالية والسهولة في التركيب إلى مؤسسة «اتصالات» من حيث العمليات الفنية للمنظومة لجهة التصميم وتوفير الأجهزة والتركيب والاختبار والفحص، والتي نتمنى من مؤسستنا الوطنية أن تكون في مستوى المسؤولية الكبيرة التي أسندت إليها في شأن لا يتحمل وقفات للربح والخسارة، قدر ما هو يتعلق بأرواح الناس وسلامة الممتلكات. وعندما اختيرت «اتصالات» لهذه المهمة الكبيرة، فإنما للثقة التامة بقدرات شركاتنا ومؤسساتنا الوطنية، ولما استطاعت أن تحققه هذه المؤسسات والشركات من نجاح وتميز، ليس داخل الدولة وحسب، وإنما في الكثير من البلدان العربية والأجنبية التي امتدت إليها عملياتها الناجحة، وبنت تجاربها المتميزة بكل كفاءة واقتدار، ومنافسة كبريات الشركات العالمية.

النجاح المأمول والمنشود والرهان على منظومة «حصنتك» يعتمد في المقام الأول على وعي الأفراد والأسر باعتبارهم الطرف المهم في الأمر، وكذلك يعتمد على دور الأجهزة الرقابية والتفتيش على الأسواق لضمان خلوها من المواد والموصلات الكهربائية الرديئة التصنيع وغير المطابقة لمواصفات الجودة الإماراتية.

إذا كيف نتشدد في معايير البناء و«الكود الإماراتي» بينما لا نولي هذا الجانب الاهتمام الذي يستحق. والأهم من ذلك كله أن يتولى الدفاع المدني التأكد من كفاءة العاملين في مجال التمديدات والتوصيلات الكهربائية. فواقع السوق والميدان يكشف عن أن النسبة الأكبر من حوادث الحرائق المنزلية كانت بسبب تمديدات كهربائية خاطئة والاستعانة بمواد رديئة الصنع تفضل هذه النوعية من الفنيين استخدامها من أجل تقليل الكلفة لتحقيق مكاسب وأرباح أكبر، ولو على حساب سلامة وأرواح أفراد المجتمع وممتلكاتهم، و«حصنتك باسم الله يا وطن».