مع مرور الوقت تثبت الأيام حجم تورط وانغماس وكر الشر الذي يديره تنظيم الحمدين في العاصمة القطرية الدوحة، فخلال الأيام القليلة الماضية ظهرت علامتان فارقتان تؤكدان أن الموقف الحازم الذي اتخذته الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر، جاء بعد أن ذهبت الدوحة بعيداً في دعمها وتمويلها للإرهاب واحتضان الإرهابيين والخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة في بلدانهم، وعملت على تقويض الأمن والاستقرار في كل مكان، بما في ذلك هذه البلدان الأربعة التي عانت كثيراً من مؤمرات ودسائس تنظيم الحمدين.
العلامة الأولى، اعتقال الإرهابي هشام عشماوي في عملية نوعية للجيش الوطني الليبي، والذي يتصدر قائمة الإرهابيين المطلوبين للسلطات المصرية، بعدما فر إلى ليبيا ليقود العمليات الإرهابية للدواعش هناك، والذي قال في اعترافاته بأنه والإرهابيين من على شاكلته يتلقون تمويلهم من قطر للحيلولة دون تمكين الشعب الليبي من تحقيق تطلعاته في العيش الكريم وتحقيق الأمن والاستقرار، وكذلك إشغال الجيش المصري بعمليات إرهابية تستهدف المدنيين الأبرياء في المناطق الحدودية مع مصر.
أما العلامة الفارقة الثانية، فقد صدرت من عاصمة العزم والحزم الرياض، وهي تدرس إحالة محاولة اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، عندما كان ولياً للعهد في عام 2003، للمحاكم، بعد ظهور أدلة جديدة على تورط تنظيم الشر في القضية التي أضافت بعداً جديداً في التآمر على المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهي وتد خيمتنا الخليجية والأمتين العربية والإسلامية.
كما رأينا كيف عملت المنصات التابعة لقطر على نفث سمومها وأحقادها مجدداً تجاه المملكة وشقيقتها وحليفتها الاستراتيجية الإمارات العربية المتحدة باستغلال قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وشحذت كل بوق «إخونجي» في هذا الكون للتباكي، وهم يتجاهلون المآسي اليومية التي يتسبب بها تنظيم الحمدين بحق الشعب القطري الشقيق، وفي مقدمتها مأساة قبيلة الغفران التي وجد أفرادها أنفسهم فجأة مجردين من أبسط حقوق المواطنة، بعد نزع جنسياتهم القطرية.
ومن يتابع تلك الأبواق سواء من الدوحة أو طهران، وحيثما وصلت الأموال القذرة لتنظيم الحمدين، يلمس كيف يجري نسج الأكاذيب وتلفيق الأخبار، بما يخدم الأجندة الخبيثة لهم، والتي كان من الضروري التصدي لها بكل قوة وحزم، خاصة أن وكر الشر يصر على المضي في غاياته ومغامراته الإرهابية العبثية من دون النظر إلى تبعاتها ونتائجها التي سيحترق بها قبل غيره.