الإرهاب مخلب عدواني مارق، سارق للحياة، فاسق، طارق أبواب الفجور والثبور، نزق، رتق، كاره أسباب السعادة، لا يعرف للود طريقاً، ولا يسكن إلا في مكبات الأفكار البالية.
الإرهاب كائن بنيت مشاعره على النبذ، والعزلة والانكفاء في كهوف البغض والشحناء، والسخط، والقنوط، واليأس والبؤس.
لهذه الأسباب وقفت الإمارات في وجه الإرهاب وحاربته، واستقصت جذوره وجففت منابعه، وقضت على مخالبه، وكسرت مجاديفه، وهيضت أجنحته، ووقفت مع الشعوب المظلومة التي مرق فيها الإرهاب وفسق، وتضامنت مع الدول التي ابتليت بهذا الداء اللعين، وسخرت كل إمكاناتها المادية والمعنوية في خدمة المواجهة، مع أبغض ما خلق الله على وجه الأرض، إيماناً من قيادتنا الحكيمة، أن الإرهاب كائن بلا دين ولا شيمة ولا قيمة، إنه مخلوق لا وطن له إلا الحقد وتدمير الحضارة الإنسانية، وتشويه الدين القويم، والتسويف، والتخويف والتحريف، الأمر الذي يتوجب التعاضد وتكثيف الجهود لدحر هذا العدو، عدو الحياة وتحطيم بؤره، وفضح ادعاءاته أمام الملأ، وبث ثقافة الشفافية في صفوف المجتمعات، وبالتحديد بين أوساط الشباب، لأنهم الأكثر عرضة لسموم الإرهاب، وهم الشريحة المنتخبة بالنسبة له، ولذلك نجد الدولة تسخي عطاء في نشر الوعي الديني لدى الشباب، ووسائل التوعية لم تقتصر على تقديم البرامج الثقافية والتعليمية فحسب، بل للإمارات نهجها الإنساني الأعظم، فالعيش الكريم وتلوين الحياة بكل ما تتطلبه طموحات الشباب، من وسائل العمل الوطني، هو النهج الفريد الذي سلكته القيادة، حتى أصبحنا اليوم نعيش في مجتمع سجادة حياته من مخمل الخيوط التي وفّرتها قيادة البلد، وسعيها دائماً إلى الوصول إلى الناس، ومعايشة أحلامهم وآمالهم، والاندماج معهم في أفراحهم وأحزانهم، وتذويب الفواصل، لتصبح الجملة الوطنية، قصيدة تتداخل فيها المفردات، مثل ما تتداخل السحابات كي يهطل المطر، وهذا ما يجعلنا متميزين، منفردين في المعاني الجميلة، واستثنائيين في كل شيء، وهذا ما يجعل الإشادات الأممية، تكون في محلها ولأهلها.
وتثمين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكتب مكافحة الإرهاب، الدور الرائد الذي تقوم به الإمارات، في مجال مكافحة الإرهاب، لهو تتويج لما تقدمه بلادنا من أدوار ريادية في دحر العدوانية، وكسر شوكة الكراهية، وزرع أشجار المحبة في العالم، ونثر عطور الوفاء لكل شعوب العالم ومن دون استثناء، وتقديم العون والمساعدة للدول المتعسرة، والتي أصاب الإرهاب مرافقها بالكل.