نعيش أصداء التفاعل الكبير والمشاركة المتميزة التي حظيت بها الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، في ختام يومين من الفعاليات البناءة والمكثفة، وتشرفت الفعاليات في اليوم الأخير بحضور راعي المجلس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي عبر عن فخره واعتزازه بما شاهد وتابع من غرس طيب تمثل في تلك الجموع المباركة من أبناء وبنات الإمارات الذين يمثلون الطموح والإرادة والمستقبل. والذين قال عنهم سموه: «وجوه شابة مشعة بالأمل والطموح والتحدي» مؤكداً سموه بأن «المجتمعات الناجحة هي التي يكثر فيها المبادرون والمبدعون والملهمون. والإمارات، بفضل الله، زاخرة بهذه النماذج التي ستقود مسيرة الخير والتميز والريادة في المرحلة القادمة».
إنه الجيل الذي حددت مساره القيادة الملهمة للشيخ محمد بن زايد، وحظي بمتابعة حثيثة من لدنه، وحقق المعادلة الإماراتية- كما قال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في محاضرته للمشاركين في المجلس. المعادلة القائمة على مثلث الطموح، والمشاركة والتطوير «اطمح، شارك، طوّر».
لقد كان الشباب بما يمثلون من طاقات واعدة رهان القيادة الرشيدة، ومنطلق كل السياسات والبرامج التي وضعت على ذات النهج الذي رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالاعتماد على الشباب المؤهل لمواصلة قيادة مسيرة الخير والنماء، والتي تواصلت، ولله الحمد، حتى مضت الإمارات لآفاق غير مسبوقة من التقدم والرخاء والازدهار، انطلاقاً من تلك المفاتيح التي حددها «زايد الخير» العلم والتمكين. وأرست الإمارات بذلك نموذجاً ملهماً في استنفار طاقات الشباب، وتوظيفها كمورد لا ينضب.
لقد وضعت الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل الشباب أمام تحديات جديدة تتطلب منهم المزيد من تطوير الذات، وشحذ الهمم ليكونوا في مستوى الآمال العريضة، والطموحات الكبيرة الموضوعة عليهم. فقد تابع المشاركون تجارب ونماذج ملهمة لشخصيات قيادية بدأت من الصفر، واليوم تسهم بعطاءاتها المتميزة في مختلف مفاصل العمل والإنتاج، لما فيه رفعة الإمارات.
إن ما نشاهده هو قطاف حكمة قيادة تتمتع برؤية واضحة، وبوصلة محددة الاتجاه تمضي للأمام، اعتماداً على السواعد الشابة والمتسلحة بالتعليم والتأهيل العالي والرفيع، لا بالشعارات الجوفاء لتلامس بهم إنجازات الإمارات الجوزاء.