يوم 24 سبتمبر يوم الاختيار ويوم الاختبار، والانصهار والانبهار وقطف الثمار، يوم الإرادة الوطنية وصلابتها، لأجل وطن أعطى وسخى ولا بد من رد الجميل، لمن كان الجميل من صفاته وسماته وشمائله وشيمه.. يوم سوف يقف فيه الجميع رافعين الرؤوس، فخورين بهذا الوطن، حبورين بهذه المناسبة، التي صنعتها عقول وهبت نفسها لأجل ارتقاء الوطن وعزة المواطن، ومن أجل سلام ووئام، والتحام أكثر يطوق أعناق الجميع، ويرصع قلوبهم بالمحبة التي تصنع ازدهاراً، ووفاء يزرع اخضراراً وإخلاصاً، يصيغ قلائد الحياة، لتصبح مزهرة مُثمرة عامرة، غامرة بالتفاف الناس كتفاً بكتف، وساعداً بساعد، وطموحاً بطموح، في ظل قيادة رشيدة عتيدة تليدة، حرفتها إسعاد الناس، والحفاظ على الوطن سليماً مسالماً، وصون المكتسبات، ووضع المنجزات وضع المقلة في العين.
يوم 24 سبتمبر، يتوافد حجيج الانتخابات، متأبطين أحلاماً وآمالاً على من سينتخبونهم، لأن الوطن بحاجة إلى الأعضاء الذين يمثلون طموحات الناس، ويؤكدون للجميع أن الوقوف تحت القبة الزرقاء هو وقوف أمام الضمير وأخلاق أهل الوطن، وقوف لمنع الانتقاد من أجل الانتقاد، والكلام الذي لهجت به قوم عاد.. الوقوف تحت القبة الزرقاء، يعني الشموخ ورسوخ القيم الإنسانية، التي تفيد المسؤول وتحفظ حقوق المواطن وتصون الوطن.
24 من سبتمبر، يوم تتجلى فيه مواهب الإنسان الإماراتي في الرزانة وصون الأمانة واحترام الرأي والرأي الآخر، ونبذ الزعيق والنعيق ورفض كل ما يسيء إلى سمعة هذا البلد العريق، بعاداته وتقاليده وتاريخ قيمه.. وخوض التجربة بوعي الإنسان المحب، العاشق لهذا التراب، المقدر عالياً للصناعة رفيعة الجودة، التي قدمتها القيادة لأجل إنسان هذا البلد، ولأجل عزته ونهضته وتطور أدوات نجاحه في مختلف الميادين والصعد.
24 سبتمبر، يوم الرصيد المضاف إلى أرصدة مرَّت وأزهرت، وأثمرت جيلاً من الآباء الذين نسجوا خيوط الحرير، ليصير الرداء شفافاً رقيقاً دقيقاً، أدق من رمش العين، وأعظم من نايف صقيل سنين.. يوم ستلتقي العيون والقلوب والعقول، وكل يريد أن يكون ممثلاً لأهله وأناسه، والوطن يريدهم جميعاً أعضاء متراصين، متساندين، متعاضدين، يصطفون كالبنيان المرصوص للرعاية والعناية بما حققه الوطن.. ما أنجزه المواطن من قيم إنسانية عالية، أصبح مثالاً يقتدي به الآخرون، ويقولون فيه أناشيد الفرح.. هذا اليوم ينتظره الوطن من الجميع، ليكونوا بمستوى المسؤولية، يحققون الطموحات، ويرعون القيم، ويحفظون العهد، ولا عهد غير عهد الوطن بأن يظل دائماً بشامة وقامة، مرفوع الهامة.


marafea@emi.ae