احتاج الإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب منتخبنا إلى أكثر من عام، حتى يقول إن شخصية «الأبيض» قد تبلورت واتضحت معالمها.. كان ذلك في معسكر دبي خلال شهر نوفمبر الماضي، وقبل شهر ونصف الشهر من كأس أمم آسيا، وبعد أكثر من عام، من قدومه إلينا لتولي المهمة، بعد فترة استراحة طويلة، قضاها الإيطالي دونما عمل.
وفي كأس الأمم الآسيوية، التي وصلنا فيها إلى الدور نصف النهائي، لا يمكن أن ندعي أننا راضون عن تلك الشخصية التي صنعها زاكيروني، بل إن «الأبيض» كانت له شخصيات أفضل كثيراً من تلك في أيام مضت، ولم يصل -حسب ظني- إلى هذه الحالة من عدم الثبات ولا عدم الرضا عن أدائه عموماً.
جاء زاكيروني إلينا، وعلى غير العادة، تساءلنا وقتها كثيراً عن جدواه، فقد أخفق قبلها في قيادة اليابان بمونديال البرازيل 2014، وخرج من الدور الأول، ليبقى دون عمل من 2014 حتى 2016، وقطع جلوسه الطويل في البيت بتدريب بكين جوام الصيني، لكنه أقيل بعد شهور من تولي المهمة، وجاء إلينا مباشرة، لكن حتى الآن لا أحد بإمكانه أن يقول تحديداً ما الذي فعله زاكيروني مع كرة الإمارات.
قطعاً.. كان بالإمكان أن تتبدل تلك السطور تماماً، وتستدعي من سيرة المدرب أبهى محطاتها، لو أن فريقنا صعد إلى النهائي أو أنه حقق البطولة، ولكن تلك هي الكرة.. من يمضي وحده هو من يواري على أخطائه وخطاياه، ومن يقع في منتصف الطريق عليه أن يتحمل عواقب ما حدث، وزاكيروني تقريباً وقع في أول الطريق، فما قطعناه في أمم آسيا لم يكن جديداً علينا ولا منتهى طموحنا.
المدرب الإيطالي الذي بدأ حياته المهنية من بوابة نادي كوزنسكا في دوري الدرجة الرابعة الإيطالي، وعلى مدار قرابة عام ونصف مع منتخبنا، لم يكن مقنعاً على الإطلاق، حتى وهو يحقق الفوز، وتحمل زاكيروني مسؤولية الخروج الآسيوي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة نصف النهائي، ليس مجرد تصريح «بروتوكولي»، لكنها الحقيقة، والخسارة الأخيرة وبهذا العدد من الأهداف تقع بنسبة كبيرة على المدرب، الذي لم تكن لديه حلول للتعاطي مع المباراة وتغيير دفتها.
الخسارة ليست نهاية العالم، وقبل أن نودع كأس آسيا، ودعتها قبلنا منتخبات كبيرة وعتيدة، فخرج الأخضر السعودي من دور الستة عشر، ومعه العراق وأوزبكستان، وودعت كوريا الجنوبية من ربع النهائي، لكن الجانب الأهم في الخسارة هو أن تساعدك على فهم ما حدث وأن تستوعب دروسها جيداً، ولاشك أن دروسنا مع المدرب الإيطالي بحاجة إلى مراجعة وإلى حساب، لندرك هل بإمكاننا أن ننتظر منه جديداً، أم أن ما رأيناه هو منتهى ما لديه، ولو كان الأمر كذلك فلا حاجة لنا إلى المزيد.
** كلمة أخيرة:
أنت أيضاً من يصنع مستقبلك.. حين تقرر أن تخطو إلى النور أو إلى الظل.