هو معالي تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة لرعاية الرياضة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، قبل أن يذهب خاطرك هنا أو هناك.. هو من أعاد الحياة إلى البطولة العربية التي تحمل أغلى اسم في قلب كل عربي وإماراتي «كأس زايد».. كنا في انتظار هذا الألق وتلك البهجة في قرعة دور الـ 16 لدوري أبطال العرب؛ لأن من يقف خلفه هو تركي آل الشيخ، والذي لا يرضى بالتميز بديلاً، والذي أعاد البطولة العربية إلى الواجهة، وجعل ما فيها يشبه ما غيرها.. لم تعد بطولة سرية ولا عادية، وإنما باتت بطولة بحق.. بات بإمكان كل عربي أن يباهي بتنظيم وتخطيط وإخراج وطنه الكبير.
أمس، كنت حاضراً في قلب المشهد، حيث قرعة البطولة العربية.. ذهبت مع من ذهبوا لمعرفة من سيلعب مع من، وتحديداً فريقنا الإماراتي الوصل، ولكن الأهم، كان أن نطمئن على بطولتنا، وأنها تشبه تلك البطولات الكبيرة، التي لم يكن لدوري أبطال العرب وجود وسطها لا على صعيد المباريات ولا التنظيم للأحداث نفسها، وأدهشتني تلك النقلة التي حدثت في زمن قصير، لكن عطاء وحس الشاعر تركي آل الشيخ، هو ما جعل كل ما حولها يبدو مثل قصيدة رائعة، لا نمل من سماعها.
أمس، كان عيداً حقيقياً للكرة العربية، التي تستحق أن يطلق اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على درة بطولاتها «كأس زايد للأندية العربية»، فلم يترك القائمون على الحدث شيئاً للصدفة، وجاء توافد النجوم من شتى أقطار الوطن العربي، ليؤكد أن الكرة العربية دخلت مرحلة جديدة.. باتت بطولاتها مناسبات تستحق الحضور والاحتفاء والفرحة.
أما فريقنا الوصل، فقد خرج - حسب ظني- بغنيمة كبرى من حفل القرعة.. أي نعم هي غنيمة ثقيلة، لكن من أراد المجد عليه أن يكون مستعداً للجميع، ولا شك أن مواجهة الأهلي المصري أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب، تعد مباراة جماهيرية، يمكن استثمارها على أكثر من صعيد، فسيلعب الوصل مباراتين أمام أكبر فريق بقارة أفريقيا، ستكونان مناسبتين استثنائيتين في مسيرة الوصل والأهلي أيضاً، وهما - بلا جدال - مباراتان في منطقة الضوء والسطوع.
أدرك أن المواجهة مع الأهلي المصري صعبة، لكن فريقنا الوصلاوي ليس بالمنافس الهين، وقد صعد لهذه المرحلة بعدما أطاح باتحاد جدة السعودي، وتقدمه لما هو أبعد من ذلك لن يكون مفاجأة، فممثل الإمارات فريق نثق فيه، وفي أن لاعبيه يدركون حجم المسؤولية وحجم المنافس الجديد والمعلوم للجميع، والأهم أن اللعب مع الأهلي مباراتين هو حدث في حد ذاته، يستدعي الاحتفال، وفي الملعب وحده سنعرف إجابة السؤال.

كلمة أخيرة:
لن ينسى العرب من أجاد جمعهم.. حتى ولو كان ذلك في الكرة